بنت المنذر امرأة مسيلمة الكذاب وكانت متنبئة قبل أن يتزوجها وكانت شريفه ; فلما تزوجها سلمت له فأتبعه قومها وهم بنو حنيفة ، وقال الشاعر فيه :
مسيلمة اليمامة كان أدهى * وأكذب حين سار إلى سجاح ليمدح قومه بأبي رباح * وفاز ورد مقصوص الجناح وفيها يقول قيس بن عاصم :
أضحت نبيتنا أنثى نساء بها * وأصبحت أنبياء الناس ذكرانا فلعنة الله والأقوام كلهم * على سجاح ومن بالإفك أغرانا أعنى مسيلمة الكذاب لأسقيت * أصداؤه ماء مزن حيثما كانا ثم لما قتل مسيلمة تابت سجاح وحسن إسلامها ، وكذلك خويلد الأسدي مات في زمن عمر رضي الله عنه .
( هذى مخايل برق خلفه مطر * جود وورى زناد خلفه لهب وأزرق الفجر يبدو قبل أبيضه * وأول الغيث قطر ثم ينسكب ) عند قوله تعالى ( فالق الإصباح ) قالوا فيه وجهان : أحدهما فالق ظلمة الإصباح وهى الغبش في آخر الليل ومنقضاه الذي يلي الصبح ، والثاني يراد فالق الإصباح الذي هو عمود الفجر عن بياض النهار وإسفاره . وسموا الفجر فلقا بمعنى مفلوق كما قال الطائي وهو أبو تمام أو البحتري : وأزرق الفجر فجران : الأول رقيق يضرب إلى الزرقة ، والثاني أبيض منتشر في الأفق ، والأول يسمى الفجر الكاذب ، والفجر الأزرق وهو الذي كذنب السرحان فذلك الذي لا يبيح صلاة الفجر ولا يحرم الطعام على من أراد الصيام ، والفجر الثاني هو أول وقت الصبح يحلل الصلاة ويحرم الطعام على الصوام .
( لدن بهز الكف يعسل متنه * فيه كما عسل الطريق الثعلب ) عند قوله تعالى ( لأقعدن لهم صراطك المستقيم ) انتصابه على الظرف وشبهه الزجاج بقوله : ضرب زيد الظهر والبطن ; يصف الشاعر رمحا باللين أي لين . يعسل : يعدو ; والعسلان عدو الذئب : أي يعسل [1] في عدوه هذه ، فأضمر لتقدم ذكره . وكما عسل الطريق : يريد أنه لا لزازة فيه إذا هززته ولا جسوء ، وذكر المتن والمراد المجموع . وقد استشهد بالبيت المذكور في سورة الجن عند قوله تعالى ( كنا طرائق قددا ) أي كنا ذوي مذاهب متفرقة ، أو كنا في اختلاف أحوالنا مثل الطرائق المختلفة ، أو كنا في طرائق مختلفة كقوله :
* كما عسل الطريق الثعلب * ( وخبر تمانى أنما الموت بالقرى * فكيف وهاتا هضبة وقليب ) عند قوله تعالى ( كيف وإن يظهروا عليكم لا يرقبوا فيكم إلا ولا ذمة ) وهو لاستنكار أن يكون للمشركين عهد حقيق بالمراعاة عند الله سبحانه وتعالى وعند رسوله صلى الله عليه وسلم ، وحذف الفعل المستنكر للإيذان بأن النفس مستحضرة له مترقبة لورود ما يوجب استنكاره لا مجرد كونه معلوما كما في البيت فإنه علة مصححة : أي