responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تنزيل الآيات على الشواهد من الأبيات ، شرح شواهد الكشاف نویسنده : محب الدين الأفندي    جلد : 1  صفحه : 329


ولا يجوز ارتكابه في القرآن ، والمراد منه رد ذلك القول . والبيت لحرث بن ظالم المري كان يدعى أنه من قريش وإن أمه خرجت به إلى مرة وهو صغير فنسب إليهم ، وبعده :
وقومي إن سألت بنى لؤي * بمكة علموا مضر الصوابا يقال للشديد أشعر الرقبة تشبيها له بالأسد :
( عريض القفا ميزانه في شماله * قد انحص من حسب القراريط شاربه ) عند قوله تعالى ( حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ) عند قصة عدى بن حاتم حين عمد إلى عقالين أبيض وأسود فجعلهما تحت وسادته فقال له صلى الله عليه وسلم ( إن كان وسادك لعريضا ) وروى ( إنك لعريض القفا ) وهو كناية عن الحمق ، وكون ميزانه في شماله كناية عن البله لأن الميزان يرفع باليمين . وانحص شعره وشاربه إذا تجرد وانحسر ، وإن الحاسب إذا أمعن في الحساب وتفكر فيه عض على شفته وشاربه .
( قوم هم الأنف والأذناب غيرهم * ومن يسوى بأنف الناقة الذنبا ) هذا البيت ذكر استطرادا عند قوله :
فإن يهلك أبو قابوس يهلك * ربيع الناس والبلد الحرام ( خذي العفو مني تستديمي مودتي * ولا تنطقي في سورتي حين أغضب ) فإني رأيت الحب في الصدر والأذى * إذا اجتمعا لم يلبث الحب يذهب هو لأسماء بن خارجة الفزاري أحد حكماء العرب يخاطب زوجته حين بنى عليها ، وبعده :
ولا تصرميني مرة بعد مرة * فإنك لا تدرين كيف المغيب عند قوله تعالى ( ويسألونك ماذا ينفقون قل العفو ) وهو أن ينفق مالا يبلغ إنفاقه منه الجهد واستفراغه الوسع : أي خذي ما سهل ولم يشق على من الأموال لتستديمي محبتي ولا تنطقي في حال حدتي وشدة غضبى ، فإن الحب والأذى إذا دخلا في الصدر لا يلبث الحب معه فهما ضدان لا يجتمعان ، وقد استشهد بالبيت المذكور في سورة الأعراف عند قوله تعالى ( خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين ) أي خذ ما عفا لك من أفعال الناس وتسهل ولا تكلفهم ما يشق عليهم من العفو الذي هو ضد الجهد ، أو خذ العفو من المذنبين أو الفضل من صدقاتهم وذلك قبل وجوب الزكاة :
( تود عدوى ثم تزعم أنني * صديقك ليس النوك عنك بعازب ) فليس أخي من ودنى رأى عينه * ولكن أخي من ودنى في المغايب عند قوله تعالى ( لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ) فإن موالاة الولي وموالاة عدوه متنافيان وخلاصة المعنى أن الصديق الصدوق من يكون صديقا لصديق صديقه ومبغضا صديقه ويراعى الأخوة بظهر الغيب لا برأي العين .
( مشائيم ليسوا مصلحين عشيرة * ولا ناعب إلا ببين غرابها )

نام کتاب : تنزيل الآيات على الشواهد من الأبيات ، شرح شواهد الكشاف نویسنده : محب الدين الأفندي    جلد : 1  صفحه : 329
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست