responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تلخيص البيان في مجازات القرآن نویسنده : الشريف الرضي    جلد : 1  صفحه : 352


العمل ، لقلة الشواغل العارضة ، واللوافت الصارفة ، ولأن البال فيها أجمع ، والقلب أفرغ ، فالقراءة فيها أقوم ، والصلاة أسلم .
ومن جعل وطاء هاهنا اسما « 1 » لما يستوطي ويفترش ، كالمهاد وما يجرى مجراه ، فإنه ذهب إلى أن عمل الليل أوعث مقاما ، وأصعب مراما . وعندهم أن كل ما ينشأ بالليل من قراءة ، أو تهجد ، أو طروق ، أو ترحل أشقّ على فاعله ، وأصعب على مستعمله ، لأن الليل موحش هائل ، ومخوف محاذر . [ فكل « 2 » ] ما وقع فيه مما أومأنا إليه كان كالنسيب له ، والشبيه به .
ومن قرأ وطأ بالقصر فالمعنى فيه قريب من المعنى الأول . والمراد أن قيام الليل أشد وطأ عليك أي أصعب وأشق ، كما يقول القائل : هذا الأمر شديد الوطأة علىّ . إذا وصف بلوغه منه وصعوبته عليه ومع أن عمل الليل أشد كلفة ومشقة فهو أقوم صلاة وقراءة ، للمعنى الذي قدمنا ذكره .
وقوله سبحانه : * ( إِنَّ لَكَ فِي النَّهارِ سَبْحاً طَوِيلاً ) * [ 7 ] وهذه استعارة . والمراد بها المضطرب الواسع ، والمجال الفاسح . وذلك مأخوذ من السباحة في الماء ، وهى الاضطراب في غمراته ، والتقلب في جهاته . فكأنه سبحانه قال : إن لك في النهار متصرفا ومتسعا ، ومذهبا منفسحا ، تقضى فيه أوطارك ، وتبلغ آرابك .
< صفحة فارغة > [ سورة المزمل ( 73 ) : آية 17 ] < / صفحة فارغة > فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِنْ كَفَرْتُمْ يَوْماً يَجْعَلُ الْوِلْدانَ شِيباً ( 17 ) وقوله سبحانه : * ( فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِنْ كَفَرْتُمْ يَوْماً يَجْعَلُ الْوِلْدانَ شِيباً ) * [ 17 ] وهذه استعارة . والمراد بها : أن الولدان الذين هم الأطفال لو جاز أن يشيبوا الرائع خطب ،


( 1 ) في الأصل « السماء » وهو تحريف من الناسخ . ( 2 ) ليست بالأصل ، ويبدو أنها مطموسة ، وقد زدناها لأن النص يتطلبها .

نام کتاب : تلخيص البيان في مجازات القرآن نویسنده : الشريف الرضي    جلد : 1  صفحه : 352
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست