والاستقامة والنجاح « 1 » . وفي سورة الأنفال شرحها بالعلاقة على إحكام ما قبلها وافتتاح ما بعدها من الآيات « 2 » . وفي سورة يونس علَّلها بتلطيف الجوّ وإعطاء الإنسان الأمن والطمأنينة لأنّ الناس اعتادوا أن يروا الظلم والجور من الكبراء فكيف بأكبر الكبراء ؟ لكنه سبحانه ليس كذلك لأنّه رحمان بعباده ، رحيم بالمؤمنين منهم ، فلا خوف من ظلمه ، ولا خشية من جوره « 3 » .
وفي سورة النحل جعلها الحد الفاصل بين الإيمان والكفر والمؤمن والكافر ، حيث يفتتح المؤمن باسم اللَّه خالق كلّ شيء ، الجامع لجميع الصفات الكماليّة ، خلافا للكفّار ومواليهم ، حيث يفتتحون كتبهم بشيء في غير لونه ، أو يفتتحون بأسامي الأصنام ، وقد جرت عادة من بهرتهم المدنية الحديثة أن يقتدوا أثر أولئك ، فلا يفتتحون الكتاب إلَّا بالمقدّمة أو الإهداء أو الفصل بدون ذكر لاسم اللَّه سبحانه إطلاقا « 4 » .
وفي سورة هود علَّلها بما في الاسم المبارك من الخواصّ المعنويّة على نفس القارئ ، ويجعله في حصن وثيق من مساوئ الشياطين وفضائل الأخلاق ومحاسنها ولذا نرى أنّ سماع اسم المحبوب يزيد الإنسان نشاطا ، كما أنّ سماع اسم المكروه يزيد الإنسان انقباضا بالإضافة إلى أنّ اسم اللَّه سبحانه يطرد الشياطين ، ويوجب عناية اللَّه عزّ وجلّ للذي ذكره ، وتركيزا لصفة الرحمة في نفوس الناس ، إنّه هو الرحمن الرحيم ، فليتخلَّق الإنسان بأخلاقه سبحانه « 5 » .