responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تقريب القرآن إلى الأذهان نویسنده : السيد محمد الحسيني الشيرازي    جلد : 1  صفحه : 69


وإضاعته للقوى الماديّة ، وتذهب ريحكم أي دولتكم ، فإنّ الريح بمعناها لغة ، وشبّهت بها الدول لأنّ الدولة تشبه الريح لهبوبها وسيطرتها على الأشياء ونفوذ أمرها . يقال : هبت ريح فلان إذا نفذ أمره ، والتنازع ليس يقسّم القوى إلى سلب وإيجاب فقط ، بل فوق ذلك يضعف القوى الإيجابيّة ، فلو فرضنا أنّ طاقة زيد تقدّر بألف مقاتل فإذا خالفه عمرو قدّرت طاقته بخمسمائة حتّى إنّه لو كان وحده بدون مخالف لكان قدر على الألف وذلك لأنّ الخلاف يحدّ من النشاط ، ويضعف من القوى ، بخلاف التجمّع فإنّه يزيد الطاقة الألفية إلى الألفين ولذا ثبت في علم النفس أنّ الإنسان إذا رأى خلافا فالأفضل أن يصمّ عن المخالف حتّى يبقى على قواه الذاتيّة ، ولا تحدّ من نشاطه الطاقة المناوئة « 1 » .
ومضافا إلى ذلك كلَّه أوجد ترابطا موضوعيّا بين تفسير أوّل سورة وآخر سورة من القرآن الكريم ، والترابط بين السور المتسلسلة والآيات المتسلسلة يجعل سور القرآن وآياته منظومة واحدة مترابطة كجملة واحدة نظَّمت في غاية الإعجاز في اللفظ والمعنى والإحكام والإتقان « 2 » .
ثامنا : أورد السيّد المؤلَّف ( قدس سرّه ) أسباب تسمية السور قبل الشروع في تفسيرها ، ثمّ بيّن الجو العامّ للسورة والمحور الكلَّي الذي تدور حوله آياتها ، فعبّر عن بعضها أنّها بشأن التوحيد ، وأخرى بشأن الأسرة ، وثالثة بشأن العقيدة ، وهكذا ، ثم ذكر مائة وعشرين معنى للبسملة في تفسيره هذا ، حيث يضيف إليه امتيازا بارزا آخر ، فمثلا : في سورة الحمد فسّرها بالاستعانة ، وفي سورة البقرة علَّلها بفرض التعليم والتربية على الابتداء في كلّ عمل أو نشاط بالاسم المبارك لما له من الأثر البالغ في الصبر


( 1 ) تقريب القرآن إلى الأذهان : ج 10 ، ص 19 ، ذيل الآية 47 من سورة الأنفال . ( 2 ) انظر التسلسل والربط بين سور الممتحنة والصفّ والجمعة والمنافقون والتغابن والطلاق والتحريم والملك والقلم والحاقّة ، وهكذا بين سور النساء والمائدة والأنعام والأعراف والأنفال والتوبة .

نام کتاب : تقريب القرآن إلى الأذهان نویسنده : السيد محمد الحسيني الشيرازي    جلد : 1  صفحه : 69
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست