مطلوبه لأنّ القرآن كتاب هدى ونور ، ومن الهدى الإيصال إلى المطلوب .
ولعلّ ممّا يؤيّد ذلك ما ورد في بعض الأخبار من أنّ القرآن الكريم يفسّره الزمان ، والذي قد يكون من معانيه أمور :
1 - أنّ القرآن الكريم صالح لكلّ عصر وزمان ، ويتناسب مع أيّ تطوّر حضاري وعلمي وتأريخي ، بل هو الأساس في دعم أيّ حضارة وأيّ مدنيّة مؤمنة بأهداف إنسانيّة ، ويعطيها الروح والديموميّة .
2 - أنّ تطوّر العلم والتكنولوجيا الحديثة كشف الكثير من الحقائق القرآنيّة ، ولعلّ من ذلك أنّ الشمس وردت في القرآن الكريم ( 33 ) مرّة وبمعان فلكية رائعة تحكي الحقيقة العلميّة بكلّ وضوح ، ولعلّ أهمّها تلك الآيات التي تتحدّث عن حركتها أو حركاتها الكثيرة وبأسلوب علمي جمالي يخلب الألباب . . . وتلك الآيات التي تتحدث عن هرم الشمس وشيخوختها وموتها في آخر الأمر كبقيّة المخلوقات التي نشرها اللَّه تعالى في كونه الكبير . . . وردت الشمس كما وردت بقيّة الأجرام الكونيّة والظواهر السماويّة الأخرى ضمن أسلوب وهدف القرآن ككلّ ، وهو الهداية وإخراج الناس من ظلمات الجهل إلى نور العلم والحياة ولأنّ القرآن ليس كتابا علميّا خاصّا لم يتعرّض إلى قطرها ، ولا إلى حجمها ، ولا إلى كثافتها ، ولا إلى درجة حرارتها أو جاذبيّتها ، ولا لأي رقم علمي محدّد ممّا تتعرّض له الدراسات الكونيّة المعاصرة . ولكن يمكن لقارئ القرآن والباحث في الآيات الكونيّة أن يحصل على معلومات ممتازة عن الشمس لكن في حدود ، ويمكن أن يأتي باحث آخر ويلتقط معلومات أخرى وضمن حدود معيّنة أخرى ، ويبقى الباحثون الجادّون غائصين في بحر القرآن كلّ يلتقط ما يستطيع من لآلئه ، مستفيدين من علوم عصرهم ، فهي أضواء إضافيّة تنير الطريق للغوص في طرق الشمس والآيات الكونيّة الأخرى الزاخرة في القرآن