الكافرين ونوايا المشركين الخفيّة التي لم يطلع عليها أحد حتّى إنّهم كانوا يحذرون من أن تنزل فيهم آية تفضحهم ، وتكشف نواياهم .
بل أخبر عن الأمور المستقبليّة والحوادث المقبلة والغيب الصادق والنبأ المطابق ممّا لم يطَّلع عليه إلَّا علَّام الغيوب مع كمال المطابقة والصدق كما في قوله تعالى : * ( سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ ويُوَلُّونَ الدُّبُرَ ) * « 1 » ، وقوله تعالى * ( لَقَدْ صَدَقَ اللَّه رَسُولَه الرُّؤْيا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرامَ إِنْ شاءَ اللَّه آمِنِينَ ) * « 2 » إلى غير ذلك من الآيات الكثيرة .
هذا مضافا إلى إخباراته عن الحقائق العلميّة التي لم ينكشف اليسير منها إلَّا في الآونة الأخيرة والقرون المتأخّرة على رغم تطوّر العلوم والمعارف .
9 - من حيث خواصّه المعنويّة وخصائصه الذاتيّة في التأثير على الأرواح ، وشفائه للقلوب والضمائر ، وعلاجه للأجسام ، وطمأنته للقلوب ، وبركاته في النفوس ، فضلا عن الآثار الوضعيّة الأخرى التي تلازمه في النظر والقراءة والاستشهاد والاحتفاظ ونحو ذلك .
10 - من حيث طراوته وحلاوته وعدم الملل منه عند تلاوته وقراءته مهما زادت وتكرّرت ، وبعد كلّ ذلك فإنّه لا يخلق على طول الأزمان ، ولا يبلى ، بل يستفاد منه في كلّ قراءة جديدة نكتة جديدة ، ويجد القارئ المتدبّر فيه إلماعات وإشارات وحقائق ولطائف لم تظهر له من قبل ، فهو كلام اللَّه البالغ ، وحكمه الساطع ، وهو نور لا يطفأ ، وسراج لا يخبو كما ورد في خطبة مولانا أمير المؤمنين عليه السّلام في نهج البلاغة « 3 » .
إلى غير ذلك من جهات وأسرار لا يسع المجال لبيانها هنا .