هِيَ أَقْوَمُ ) * « 1 » ووصفه من حمله وبلَّغ به وبشّر : « هو الدليل يدلّ على خير سبيل » « 2 » . .
وبالتالي فإنّ كلّ حرف وكلمة وجملة وآية وسورة بل كلّ حركة وسكنة ورفع ونصب فيه يدلّ على إعجاز وإعجاز وعلوّ وسمو ، فهو كما قالوا عنه :
ليست معجزة واحدة فحسب ، بل موسوعة معجزات ، فاجتماعيّاته معجزة لعلماء الاجتماع ، وسياسيّاته معجزة للسياسيّين ، وأخلاقيّاته معجزة للأخلاقيّين ، وعسكريّاته معجزة للعسكريّين ، واقتصاديّاته معجزة للاقتصاديّين ، وتربويّاته معجزة للتربويّين ، وأداءه معجزة للأدباء ، ولكلّ اختصاصيّ معجزة في اختصاصه ، بل إنّ القرآن معجزة لكلّ إنسان في الجانب المنسجم مع أولويّات ذلك الإنسان ، فهو معاجز بعدد الخلائق ، أو ليست الطرق إلى الله سبحانه بعدد أنفاس الخلائق ؟ فهو معجزة للناس أجمعين .
وفوق ذلك أنّه معجزة الفلسفة ، فهو كتاب أعطى الفلسفة الكاملة الصحيحة للبشر ، فهو كتاب الكون ، بل هو عدل الكون إذ الكون كلَّه كلمة من كلمات الله ، والقرآن كلمة أخرى من كلمات الله ، فهي وتلك كلمتان مترادفتان ، الكون قرآن ولكن بشكل ، والقرآن كون ولكن بشكل آخر ، وبعد ذلك وقبله فإنّ من القرآن ما فيه شفاء ورحمة للعالمين ، ولا يزيد الظالمين إلَّا خسارا .
كما ستبقى صور الإعجاز وأشكاله تتجلَّى في كلّ عصر ، ومع كلّ جيل مهما نضج البشر ، وتنامت عقولهم ، وتراكمت تجاربهم ، وتنوّرت أفكارهم .
فإنّ القرآن يفسّره الزمان كما في بعض الأخبار لا تنقضي عجائبه ، ولا تنتهي غرائبه لأنّه كلام اللَّه سبحانه ، وفيض من علمه اللامتناهي ، وكلامه عزّ وجلّ مظهر لعلمه ، وعلمه مظهر لذاته ، وكلَّها لا متناهية وفوق ما لا يتناهى ،