الأنبياء والأئمّة العالمين بها حقّ العلم غير مسلَّم وإنّما يحرم على غيرهم لعدم إحاطتهم بهذا العلم .
ويؤيّد هذا الكلام ما في كتاب الاحتجاج عن أبان بن تغلب ، قال : كنت عند أبي عبد اللَّه عليه السّلام إذ دخل عليه رجل من أهل اليمن ، فسلَّم عليه ، فردّ عليه ، فقال له :
مرحبا يا سعد ، فقال له الرّجل : بهذا الاسم سمّتني أمّي ، وما أقلّ من يعرفني به ! فقال عليه السّلام : صدقت يا سعد المولى ، فقال له الرجل : بهذا كنت ألقّب ، قال : لا خير في اللقب قال اللَّه : « ولا تَنابَزُوا بِالأَلْقابِ » ثمّ قال عليه السّلام : ما صناعتك يا سعد ، قال :
أنا من أهل بيت ننظر في النجوم ولا يقال : إنّ باليمن أحدا أعلم بالنجوم منّا .
فقال عليه السّلام : فكم ضوء المشتري على ضوء القمر درجة ؟ فقال اليمانيّ : لا أدري :
فقال عليه السّلام : فكم ضوء المشتري على ضوء عطارد درجة ؟ فقال اليمانيّ : لا أدري .
فقال الصادق عليه السّلام : فما اسم النجم الَّذي إذا طلع هاجت الإبل ؟ فقال اليمانيّ :
لا أدري .
قال عليه السّلام : فما اسم النجم الَّذي إذا طلع هاجت البقر ؟ قال : لا أدري ، قال عليه السّلام :
فما اسم النجم الَّذي إذا طلع هاجت الكلاب ؟ فقال لا أدري .
قال عليه السّلام : فما زحل عندكم في النجوم ؟ قال اليمانيّ : نجم نحس ، فقال عليه السّلام :
لا تقل هذا فإنّه نجم أمير المؤمنين وهو نجم الأوصياء وهو النجم الثاقب الَّذي ذكره اللَّه في القرآن ، فقال اليمانيّ : فما معنى الثاقب ، فقال عليه السّلام : إنّ مطلعه في السماء السابعة وإنّه ثقب بضوئه حتّى أضاء في السماء الدنيا .
والحديث طويل إلى أن يقول عليه السّلام : وإنّ عالم المدينة - والمراد نفسه النفيسة - لا يقفو الأثر ، أي لا يحتاج في علمه بالحوادث إلى تلك الأمور ، بل يعلم في لحظة واحدة بما أعطاه اللَّه من العلم ما يقع فيما يطلع عليه الشمس وتقطعه واثنا عشر عالما من أصناف الخلق ومنها جابلقا وجابرسا ، يعنى إذا أراد يعلم ما يحدث في اللحظة الواحدة ، في جميع تلك العوالم .
وفي كتاب الاحتجاج عن سعيد بن جبير : قال : استقبل أمير المؤمنين دهقان من