ارض مكّة ، ثمّ بسط الأرض كلَّها من تحت الكعبة ، ولذا سمّيت امّ القرى ، ثمّ شقّت من تلك الأرض سبع أرضين وجعل بين كلّ سماء وسماء مسيرة خمسمائة عام وكذلك بين كلّ ارض وارض إلخ .
[ سورة البقرة ( 2 ) : آية 117 ] بَدِيعُ السَّماواتِ والأَرْضِ وإِذا قَضى أَمْراً فَإِنَّما يَقُولُ لَه كُنْ فَيَكُونُ ( 117 ) اى إذا أراد شيئا - واصل القضاء : الاحكام والقطع ، عبّر سبحانه تعالى الإرادة بالقضاء لإيجابها ووقوعها البتّة ، « فَإِنَّما يَقُولُ لَه كُنْ فَيَكُونُ » ، فيحصل في الوجود سريعا من غير توقّف وهذا التعبير عبارة عن سرعة حصول المخلوق بإيجاده - والقضاء يستعمل بمعنى الخلق ، مثل قوله : فَقَضاهُنَّ سَبْعَ سَماواتٍ ، اى خلقهنّ - وبمعنى الأمر ، نحو : وقَضى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاه - وبمعنى الإخبار ، مثل : وقَضَيْنا إِلى بَنِي إِسْرائِيلَ فِي الْكِتابِ ، اى اخبرناهم - وهذا المعنى لا بدّ وان يأتي بالى - وبمعنى الفراغ من الشيء مثل قوله : فلمّا قضى وانّما فسرّ كلمة كن بسرعة الحصول : لأنه تعالى رتب تكوّن المخلوق على قوله كن بفاء التعقيب فيكون قوله : كن مقدما على تكوّن المخلوق بزمان واحد والمتقدّم على المحدث بزمان واحد محدّث ، فقوله : كن ، لا يجوز ان يكون قديما ولا يجوز أيضا ان يكون قوله ، كن ، محدّثا لأنّه لو افتقر كلّ محدث إلى قوله ، كن وقوله ، كن ، أيضا محدّث ، فيلزم افتقار « كن » إلى كن آخر ويلزم امّا الدور أو التسلسل وهما محالان ، فثبت انّه لا يجوز توقف إحداث الحوادث على قوله : كن ، ثمّ قالوا إن الأشياء المعدومة لا يصحّ ان يخاطب ويؤمر وأجيب عن هذا الا يراد انّ الأشياء ، المعدومة لمّا كانت معلومة عند اللَّه ، صارت كالموجود ، فيصحّ خطابها والصحيح انّ المراد سرعة الحصول من الإرادة ، والكلام نزل على لسان العرب ومثل هذه المعاني شايع لقولهم امتلأ الحوض وقال قطني : قال أبو الهذيل : هذه الكلمة علامة يفعلها اللَّه للملائكة ، إذا سمعوها علموا انّه أحدث وخلق امرا ، وقيل : انه خاصّ بالَّذين قال لهم : كونوا قردة خاسئين ومن جرى مجراهم وهو قول الاصمّ - وقيل : المراد انّه امر للأحياء بالموت وللموتى بالحياة .