responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير مقتنيات الدرر نویسنده : مير سيد علي الحائري الطهراني ( المفسر )    جلد : 1  صفحه : 239


بالتوراة وتدعون بقولكم : نؤمن بما انزل علينا . وليس المعنى أنّهم اشربوا حبّ العجل ، جزاء على كفرهم ، لأنّ محبّة العجل كفر قبيح واللَّه تعالى لا يفعل الكفر في العبد ، لا ابتداء ولا جزاء ، بل دعاهم إلى حبّ العجل ، السامريّ ، وزيّنه في قلوبهم . وقول من قال : فعل اللَّه ذلك لهم ، عقوبة ومجازاة على كفرهم ، غلط فاحش - تعالى اللَّه عمّا نسبوا إليه من هذه الأمور وأمثالها - وفي اسناد الأمر إلى الايمان تهكم وإضافة الايمان إليهم للإيذان بأنّه ليس بإيمان حقيقة كما ينبئ عنه قوله « إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ » بالتوراة وإذا لا يسوغ الايمان بها مثل تلك القبائح ، فلستم بمؤمنين . وفي هذا نفي عن التّوراة ان يكون يأمر لشيء يكرهه اللَّه واعلام بأنّ الَّذي يأمرهم بذلك أهواءهم .
اعلم : أنّ اعمال القلوب من مبدأ ظهورها إلى أن تظهر في الخارج على الجوارح بعضها معفوّة وبعضها غير معفوّة ، فأوّل ما يرد على القلب هو الخاطر ، فيخطر بباله الشيء وتهيج رغبته اليه ، فالأوّل حديث النفس ، والثاني هو رغبة النفس ، يسمّى الميل ثمّ يحكم القلب بانّ هذا ينبغي ان يفعل وهذه الدرجة الثالثة ، ثمّ يعزم على الفعل ، فهذه أربعة أحوال قبل العمل بالجارحة ، فخاطر وميل واعتقاد وعزم ، فالخاطر لا يؤاخذ به وكذلك الميل لأنّه لا يدخل تحت الاختيار وهما المرادان بقوله صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم : عفى عن امّتي ما حدّثت به أنفسهم . والثالث وهو الاعتقاد فهذا يؤاخذ به إذا كان اختياريّا وإلَّا فلا . والعزم على الفعل فانّه يؤاخذ به ، قال النبي صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم في المتقاتلين : انّ المقتول في النار ، لأنّه كان حريصا على قتل صاحبه وهذا نصّ في أنّه من أهل النار بالعزم ، قال اللَّه : انّ السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا . وفي عبارات الشيخ البهائي والأنصاري في مبحث التجرّي بيانات في أهوائهم وقلوبهم . وارض القلب لا ينبغي إفسادها وأعظم أسباب فسادها التحريف ولو في الجملة ، فانّ الشرائع سنن موضوعة بين العباد فإذا تمسّك الخلق بها زال العدوان ولزم كلّ أحد شأنه فحقنت الدماء وضبطت الأموال وحفظت الفروج ، فكان ذلك صلاح الدنيا وصلاح القلوب . امّا إذا حرفت الشريعة أو أهملت ، فيقدم كلّ أحد على ما يهواه ، فيظهر الفساد في البرّ والبحر ومن أعظم

نام کتاب : تفسير مقتنيات الدرر نویسنده : مير سيد علي الحائري الطهراني ( المفسر )    جلد : 1  صفحه : 239
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست