responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير مقتنيات الدرر نویسنده : مير سيد علي الحائري الطهراني ( المفسر )    جلد : 1  صفحه : 23


أيها الناس عليكم بطاعته واجتناب معصيته ، وانّ طاعته طاعتي ومعصيته معصيتي معاشر الناس ان عليّا صدّيق هذه الأمة وفاروقها وهارونها ويوشعها وشمعونها وآصفها ، انه باب حطتها وسفينة نجاتها ، انه طالوتها وذو قرنيها ، معاشر الناس انه محنة الورى والحجة العظمى والآية الكبرى وامام الهدى والعروة الوثقى ، معاشر الناس انّ عليا قسيم لا يدخل النار ولىّ له ولا ينجو منها عدوّ له ، انّه قسيم الجنّة لا يدخلها عدوّ له ولا يتزحزح منها ولىّ له ، معاشر أصحابي قد نصحت لكم وبلَّغتكم رسالة ربّى ولكن لا تحبون الناصحين أقول قولي هذا واستغفر اللَّه لي ولكم .
وأصل الصراط سراط من السين وأبدلوا السين بالصاد لما بين الصاد والطاء مواخاة في الاستعلاء ، ولكراهة ان يتسفل بالسين ، ثم يتصعد بالطاء أبدلوا بالصاد .
* ( غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ ولَا الضَّالِّينَ ) * جرّ غير على البدلية من الهاء والميم في عليهم مثل قول الشاعر :
علي حالة لو انّ في القوم حاتم على جوده لضنّ بالماء حاتم فجرّ حاتم على البدليّة من الهاء من جوده ، أو يكون غير مجرورا علي البدليّة من الذين ، أو يكون صفة للذين وكلمة غير يستعمل لمعني المغايرة ونفى الحكم . ومعني الغضب ثوران النفس عند إرادة الانتقام ويحصل غليان في دم القلب لشهوة التشفي والانتقام ، وهذه الكيفية في حقّ اللَّه تعالى محال ، والمراد هنا نقيض الرضى ، أو إرادة الانتقام أو الأخذ الشديد : وذلك لأنّ القاعدة التفسيرية عند أهل التفسير انّ الأفعال التي لها أوايل بدايات وأواخر غايات إذا لم يجز ولم يمكن إسنادها إلى اللَّه باعتبار البدايات يراد بها حين الاسناد النهايات كالغضب والحياء والتكبّر والاستهزاء والسرور والغم . والمراد من المغضوب عليهم هم اليهود ، والضالين ، النصارى .
ويدل على هذا المعنى قوله تعالى : ( مَنْ لَعَنَه اللَّه وغَضِبَ عَلَيْه وجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ والْخَنازِيرَ ) وقال تعالى : ( ولَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خاسِئِينَ ) .
واما النصارى بدلالة قوله : ( ولا تَتَّبِعُوا أَهْواءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وأَضَلُّوا كَثِيراً

نام کتاب : تفسير مقتنيات الدرر نویسنده : مير سيد علي الحائري الطهراني ( المفسر )    جلد : 1  صفحه : 23
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست