ويرجع إلى محرابه ، فترجع العصافير ، إلى أن أخذ مارسا فقطعها ، فاستراح ، وهكذا حال الدنيا ، فاقلع شجرة محبة الدنيا حتّى تتمكّن من إقامة وظيفة عبوديّتك ، والَّا فلا ، وإذا استولت بك السلامة ، فجدّد ذكر العطب ، وإذا اطمئن بك الأمن استشعر الخوف ، وإذا أحببت نفسك فلا تجعلنّ لها في الإساءة إليها سبيلا ، والتزم بكلمة التقوى حتّى يصبك من عمل قليل خير كثير ، اما سمعت حديثا رواه الكفعمي عن النبي صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم انّه قال لعلىّ عليه السّلام ما فعلت البارحة ، فقال عليه السّلام صلَّيت ألف ركعة قبل ان أنام ، فقال النبىّ صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم وكيف ذاك ، فقال علي عليه السّلام سمعتك يا رسول اللَّه تقول : من قال عند منامه ثلاثا « يفعل اللَّه ما يشاء بقدرته ويحكم ما يريد بعزّته » فقد صلَّى ألف ركعة ، فقال النبي صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم صدقت يا علي أقول :
بشرط الولاية ، وجميع الطاعات مرهونة تحت نطاق الولاية .
في الوافي عن الصادق عليه السّلام قال : انّ اللَّه تعالى خلقنا من علَّيين ، وخلق أرواحنا من فوق ذلك ! وخلق أرواح شيعتنا من عليّين ، وخلق أجسادهم من دون ذلك ، فمن أجل تلك القرابة بيننا وبينهم تحنّ قلوبهم إلينا .
في أمالي الطوسي عن الباقر عليه السّلام : ما أثبت اللَّه حبّ على ابن أبي طالب في قلب أحد فزلَّت له قدم الَّا ثبت له قدم أخرى ، أقول انّ كلَّنا يزعم انّه يحبّ عليّا لكنّ الأمر ليس بالدعوى ولكل امر حقيقة ، وعلامة محبّته صادقا ، ان يكون المحبّ متطهّرا بطهارات الثلاث : صغيرة ، وكبيرة ، ووسطى ، فالصغرى : غسل البدن الشهادى بالماء العنصري عن الخبث والحدث ، والوسطى : غسل الخاطر واللسان بماء الذكر التلقينى من خبث الشرك الخفي ، وحدث الظلمة الطبيعي ، والكبرى : عبارة عن غسل القلب عن التعلق من تلويثات الدنيا ، فهذه المراتب الثلاث ، آداب غسل المحبّ ، كما انّه ينبغي ان يتوضّأ خمسة وضوء . الأول ، وضوء القلب عن المكر والخدعة والحسد والكبر والعداوة ، والثاني ، وضوء اللسان عن الكذب والغيبة والزور والبهتان ، والثالث ، وضوء البطن عن الحرام والشبهة ، قال اللَّه كلوا من الطيّبات ، والرابع ، وضوء الطهر عن لبس الحرام قال اللَّه وريشا ولباس التقوى ذلك خير ، والخامس : وضوء الظاهر قال اللَّه إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق ، فحينئذ وقيت نفسك عما يضرّك ، ودخلت في