وانقاد طبعه الناري ، وعن الحافظ انّ الجن والملائكة جنس واحد ، فمن طهر منهم فهو ملك ، ومن خبث فهو شيطان ومن كان بين بين فهو جنّ « أَبى واسْتَكْبَرَ » : اى تعظَّم واظهر كبره ، والتكبّر ان يرى الرجل نفسه أكبر من غيره ، والاستكبار طلب ذلك بالتتبّع وبالتزيّن بالباطل وبما ليس له ، فامتنع اللعين ، ولم يتوجّه إلى آدم ، بل ولَّاه ظهره وانتصب هكذا إلى أن سجدوا وبقوا في السجود مائة سنة ، وقيل خمسمائة سنة ورفعوا رؤسهم وهو قائم معرض لم يندم من الامتناع ولم يعزم على الأتباع فلمّا رأوه عدل وامتنع ولم يسجد ، وهم وفّقوا للسجود . سجدوا للَّه تعالى ، فصار لهم سجدتان ، سجدة للأمر ، وسجدة للَّه شكرا ، وإبليس ينظر ما فعلوه ، قيل غيّر اللَّه خلقه وهيئته ، فصار أقبح من كل قبيح ، وقيل جعل ممسوخا على مثال الخنازير ، ووجهه كالقردة والممسوخ وان كان لا يكون له نسل ولا يبقى ، لكنّه لمّا سئل النظرة وانظر صار له نسل ، وفي الخبر ، قيل له من قبل الحق اسجد لقبر أدم ، اقبل توبتك ، واغفر معصيتك ، فقال ما سجدت لجثته وقالبه ، فكيف اسجد لقبره ، وفي الخبر قال الحقي في تفسيره انّ اللَّه تعالى يخرجه على رأس مائة ألف سنة من النار ، ويخرج أدم من الجنّة ويأمره بالسجود لآدم ، فيأبى ثم يردّ إلى النار ، « وكانَ مِنَ الْكافِرِينَ » : في علم اللَّه أو صار منهم باستقباحه امر اللَّه ايّاه بالسجود لآدم وانّما قال سبحانه من الكافرين ولم يكن حينئذ كافر غيره لأنّه كان في علم اللَّه ان يكون بعده كفّارا وانّ الذي علم اللَّه من حاله انّه يتوفّى على الكفر هو الكافر على الحقيقة إذا لعبرة بالخواتم وان كان بحكم الحال مؤمنا ، في العيون عن أمير المؤمنين عليه السّلام انّه اوّل من كفروا نشأ الكفر : وعن الصادق عليه السّلام الاستكبار هو اوّل المعصية عصى اللَّه به ، قال عليه السّلام فقال إبليس رب اعفني عن السجود لآدم وانا أعبدك عبادة لم يعبدكها ملك مقرّب ولا نبىّ مرسل ، فقال عزّ وجل لا حاجة لي في عبادتك ، انّما عبادتي من حيث أريد لا من حيث تريد ، في الصافي قال على ابن الحسين عليه السّلام حدّثنى أبى عن أبيه عن رسول اللَّه قال يا عباد اللَّه انّ آدم لمّا رأى النور ساطعا من صلبه إذ كان اللَّه قد نقل أشباحنا من