responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير مجمع البيان نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 1  صفحه : 69


مفردا يكون في موضع جر بإضافة ( صراط ) إليه . ولا يقال في موضع الرفع اللذون ، لأنه اسم غير متمكن . وقد حكي اللذون شاذا كما حكي الشياطون في حال الرفع . وأما ( غير المغضوب عليهم ) ففي الجر فيه ثلاثة أوجه أحدها : أن يكون بدلا من الهاء والميم في عليهم ، كقول الشاعر :
على حالة لو أن قي القوم حاتما * على جوده لضن بالماء حاتم فجر حاتم على البدل من الهاء في جوده وثانيها : أن يكون بدلا من الذين .
وثالثها : أن يكون صفة للذين ، وإن كان أصل ، غير أن يكون صفة للنكرة . تقول :
مررت برجل غيرك ، كأنك قلت مررت برجل آخر ، أو برجل ليس بك . قال الزجاج : وإنما جاز ذلك لأن الذين ههنا ليس بمقصود قصدهم ، فهو بمنزلة قولك إني لأمر بالرجل مثلك فأكرمه . وقال علي بن عيسى الرماني : إنما جاز أن يكون نعتا للذين لأن ( الذين ) بصلتها ليست بالمعرفة الموقتة كالأعلام نحو : زيد وعمرو ، وإنما هي كالنكرات إذا عرفت نحو الرجل والفرس . فلما كانت ( الذين ) كذلك ، كانت صفتها كذلك أيضا . كما يقال : لا أجلس إلا إلى العالم غير الجاهل . ولو كانت بمنزلة الاعلام لما جاز كما لم يجز مررت بزيد غير الظريف بالجر على الصفة .
وقال أبو بكر السراج : والذي عندي أن غير في هذا الموضع مع ما أضيف إليه معرفة ، لأن حكم كل مضاف إلى معرفة أن يكون معرفة ، وإنما تنكرت غير ومثل مع إضافتهما إلى المعارف ، من أجل معناهما ، وذلك أنك إذا قلت : رأيت غيرك ، فكل شئ ترى سوى المخاطب فهو غيره ، وكذلك إذا قلت : رأيت مثلك ، فما هو مثله لا يحصى . فأما إذا كان شيئا معرفة له ضد واحد ، وأردت إثباته ، ونفي ضده ، فعلم ذلك السامع ، فوصفته بغير ، وأضفت غير إلى ضده ، فهو معرفة ، وذلك نحو قولك : عليك بالحركة غير السكون . فغير السكون معرفة ، وهي الحركة ، فكأنك كررت الحركة تأكيدا فكذلك قوله تعالى : ( الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ) فغير المغضوب هم الذين أنعم الله عليهم . فمتى كانت ( غير ) بهذه الصفة فهي معرفة . وكذلك إذا عرف انسان بأنه مثلك في ضرب من الضروب ، فقيل فيه :
قد جاء مثلك ، كان معرفة إذا أردت المعروف بشبهك قال : ومن جعل ( غير ) بدلا ، استغنى عن هذا الاحتجاج ، لأن النكرة قد تبدل من المعرفة .
وفي نصب ( غير ) ثلاثة أوجه أيضا أحدها : أن يكون نصبا على الحال من

نام کتاب : تفسير مجمع البيان نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 1  صفحه : 69
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست