نام کتاب : تفسير مجمع البيان نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 66
المعنى : قيل في معنى اهدنا وجوه أحدها : إن معناه ثبتنا على الدين الحق ، لأن الله تعالى قد هدى الخلق كلهم ، إلا أن الانسان قد يزل ، وترد عليه الخواطر الفاسدة ، فيحسن أن يسأل الله تعالى أن يثبته على دينه ، ويديمه عليه ، ويعطيه زيادات الهدى التي هي إحدى أسباب الثبات على الدين ، كما قال الله تعالى ( والذين اهتدوا زادهم هدى ) وهذا كما يقول القائل لغيره ، وهو يأكل : كل أي : دم على الأكل وثانيها : إن الهداية هي الثواب لقوله تعالى : ( يهديهم ربهم بإيمانهم ) فصار معناه اهدنا إلى طريق الجنة ثوابا لنا ، ويؤيده قوله ( الحمد لله الذي هدانا لهذا ) وثالثها : إن المراد دلنا على الدين الحق في مستقبل العمر ، كما دللتنا عليه في الماضي . ويجوز الدعاء بالشئ الذي يكون حاصلا كقوله تعالى : ( قل رب احكم بالحق ) وقوله حكاية عن إبراهيم عليه السلام : ( ولا تخزني يوم يبعثون ) وذلك أن الدعاء عبادة ، وفيه إظهار الانقطاع إلى الله تعالى . فإن قيل : ما معنى المسألة في ذلك ، وقد فعله الله ؟ فجوابه : إنه يجوز أن يكون لنا في الدعاء به مصلحة في ديننا ، وهذا كما تعبدنا بأن نكرر التسبيح ، والتحميد ، والإقرار لربنا عز اسمه بالتوحيد ، وإن كنا معتقدين لجميع ذلك . ويجوز أن يكون الله تعالى يعلم أن أشياء كثيرة تكون أصلح لنا إذا سألناه ، وإذا لم نسأله لا تكون مصلحة ، فيكون ذلك وجها في حسن المسألة . ويجوز أن يكون المراد استمرار التكليف ، والتعريض للثواب ، لأن إدامته ليس بواجب ، بل هو تفضل محض ، فجاز أن يرغب إليه فيه بالدعاء . وقيل في معنى الصراط المستقيم وجوه : أحدها : إنه كتاب الله ، وهو المروي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وعن علي عليه السلام ، وابن مسعود وثانيها : إنه الاسلام ، وهو المروي ، عن جابر ، وابن عباس وثالثها : إنه دين الله الذي لا يقبل من العباد غيره ، عن محمد بن الحنفية والرابع : إنه النبي صلى الله عليه وآله وسلم والأئمة القائمون مقامه ، وهو المروي في أخبارنا . والأولى حمل الآية على العموم حتى يدخل جميع ذلك فيه ، لأن الصراط المستقيم هو الدين الذي أمر الله به ، من التوحيد والعدل وولاية من أوجب الله طاعته . ( صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين ( 7 ) ) .
نام کتاب : تفسير مجمع البيان نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 66