نام کتاب : تفسير مجمع البيان نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 57
ولكنه يقع مبتدأ في الكلام ولا يبتدأ بساكن ، فاختير له الفتح ، لأنه أخف الحركات ، تقول : رأيت زيدا وعمرا . قالوا : ومن عمرا - مفتوحة - وكذلك الفاء من فعمرا إلا أنهم كسروها ، لأنهم أرادوا أن يفرقوا بين لام الملك ولام التوكيد إذا قلت إن المال لهذا أي : في ملكه ، وإن المال لهذا أي : هو هو ، وإذا أدخلوا هذه اللام على مضمر ردوها إلى أصلها ، وهو الفتح ، قالوا : لك وله ، لأن اللبس قد ارتفع ، وذلك لأن ضمير الجر مخالف لضمير الرفع ، إذا قلت : إن هذا لك ، وإن هذا لأنت ، إلا أنهم كسروها مع ضمير المتكلم نحو لي ، لأن هذه الياء لا يكون ما قبلها إلا مكسورا نحو : غلامي وفرسي ، وهذا كله قول سيبويه ، وجميع النحويين المحققين . وليس من الحروف المبتدأ بها مما هو على حرف واحد حرف مكسور ، إلا الباء وحدها ، وقد مضى القول فيه . وأما لام الجزم في ليفعل ، فإنما كسرت ليفرق بينها وبين لام التوكيد ، نحو ليفعل فاعلم . و ( رب العالمين ) : مجرور على الصفة ، والعامل في الصفة عند أبي الحسن الأخفش كونه صفة ، فذلك الذي يرفعه وينصبه ويجره ، وهو عامل معنوي ، كما أن المبتدأ إنما رفعه الابتداء ، وهو معنى عمل فيه . واستدل على أن الصفة لا يعمل فيه ما يعمل في الموصوف بأنك تجد في الصفات ما يخالف الموصوف في إعرابه . نحو : أيا زيد العاقل ، لأن المنادى مبني ، والعاقل الذي هو صفته معرب . ودليل ثان : وهو أن في هذه التوابع ما يعرب بإعراب ما يتبعه ، ولا يصح أن يعمل فيه ما يعمل في موصوفه ، وذلك نحو : أجمع وجمع وجمعاء . ولما صح وجوب هذا فيها ، دل على أن الذي يعمل في الموصوف غير عامل في الصفة لاجتماعهما في أنهما تابعان . وقال غيره من النحويين : العامل في الموصوف هو العامل في الصفة ، ومن نصب ( رب العالمين ) فإنما ينصبه على المدح والثناء ، كأنه لما قال الحمد لله ، استدل بهذا اللفظ على أنه ذاكر لله ، فكأنه قال اذكر رب العالمين . فعلى هذا لو قرئ في غير القرآن رب العالمين مرفوعا على المدح أيضا لكان جائزا ، على معنى هو رب العالمين . قال الشاعر [1] : لا يبعدن قومي الذين هم * سم العداة ، وآفة الجزر