responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير مجمع البيان نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 1  صفحه : 472


وثانيها : أن يكون المعنى مثل الذين كفروا ومثلنا ، أو مثل الذين كفروا ومثلك يا محمد ، كمثل الذي ينعق بما لا يسمع إلا دعاء ونداء أي : كمثل الأنعام المنعوق بها ، والناعق الراعي الذي يكلمها ، وهي لا تعقل . فحذف المثل الثاني اكتفاء بالأول . ومثله قوله سبحانه : ( وجعل لكم سرابيل تقيكم الحر ) ، وأراد الحر والبرد ، وقال أبو دؤيب :
عصيت إليها القلب ، إني لأمرها * مطيع ، فما أدري أرشد طلابها أراد أرشد أم غي ، فاكتفى بذكر الرشد لوضوح الأمر ، وهو قول الأخفش والزجاج . وهذا لأن في الآية تشبيه شيئين بشيئين : تشبيه الداعي إلى الإيمان بالراعي ، وتشبيه المدعوين من الكفار بالأنعام . فحذف ما حذف للإيجاز ، وأبقى في الأول ذكر المدعو ، وفي الثاني ذكر الداعي . وفيما أبقى دليل على ما ألقى .
وثالثها : إن المعنى مثل الذين كفروا في دعائهم الأصنام ، كمثل الراعي في دعائه الأنعام بتعال وما جرى مجراه من الكلام . فكما أن من دعا البهائم يعد جاهلا ، فداعي الحجارة أشد جهلا منه ، لأن البهائم تسمع الدعاء ، وإن لم تفهم معناه .
والأصنام لا يحصل لها السماع أيضا ، عن أبي القاسم البلخي ، وغيره .
ورابعها : إن مثل الذين كفروا في دعائهم الأصنام ، وهي لا تعقل ولا تفهم ، كمثل الذي ينعق دعاء ونداء بما لا يسمع صوته جملة ، ويكون المثل مصروفا إلى غير الغنم ، وما أشبهها مما يسمع ، وإن لم يفهم . وعلى هذا الوجه ينتصب دعاء ونداء بينعق ، وإلا ملغاة لتوكيد الكلام كما في قول الفرزدق :
هم القوم إلا حيث سلوا سيوفهم ، * وضحوا بلحم من محل ، ومحرم والمعنى هم القوم حيث سلوا سيوفهم .
وخامسها : أن يكون المعنى : ومثل الذين كفروا ، كمثل الغنم الذي لا يفهم دعاء الناعق ، فأضاف سبحانه المثل الثاني إلى الناعق ، وهو في المعنى مضاف إلى المنعوق به ، على مذهب العرب في القلب ، نحو قولهم : طلعت الشعرى [1] ، وانتصب العود على الحرباء . والمعنى انتصب الحرباء على العود ، وأنشد الفراء :



[1] الشعرى : الكوكب الذي يطلع في الجوزاء ، طلوعه في شدة الحر .

نام کتاب : تفسير مجمع البيان نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 1  صفحه : 472
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست