نام کتاب : تفسير مجمع البيان نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 454
بمعنى المخلوق ، كما استعمل الرضا بمعنى المرضي ، وهو بمنزلة المصدر . وليس معنى المصدر بمعنى المخلوق . واختلف أهل العلم فيه ، إذا كان بمعنى المصدر ، فقال قوم : هو الإرادة له . وقال آخرون : إنما هو على معنى مقدر ، كقولك وجود وعدم ، وحدوث وقدم . وهذه الأسماء تدل على مسمى مقدر للبيان عن المعاني المختلفة ، وإلا فالمعني بها هذا الموصوف في الحقيقة . والسماوات : جمع السماء ، وكل سقف سماء ، غير أنه إذا أطلق لهم يفهم منه غير السماوات السبع . وإنما جمعت السماوات ووحدت الأرض ، لأنه لما ذكر السماء بأنها سبع في قوله : ( فسواهن سبع سماوات ) ، وقوله : ( خلق سبع سماوات ) جمع لئلا يوهم التوحيد معنى الواحدة من هذه السبع . وقوله : ( ومن الأرض مثلهن ) وإن دل على معنى السبع ، فإنه لم يجر على جهة الإفصاح بالتفصيل في اللفظ . وأيضا فإن الأرض لتشاكلها تشبه الجنس الواحد الذي لا يجوز جمعه إلا أن يراد الاختلاف . وليس تجري السماوات مجرى الجنس المتفق ، لأنه دبر في كل سماء أمرها التدبير الذي هو حقها . والاختلاف : نقيض الاتفاق . واختلاف الليل والنهار : أخذ من الخلف ، لأن كل واحد منهما يخلف صاحبه على وجه المعاقبة . وقيل : هو من اختلاف الجنس كاختلاف السواد والبياض ، لأن أحدهما لا يسد مسد الآخر في الإدراك . والمختلفان : ما لا يسد أحدهما مسد الآخر فيما يرجع إلى ذاته . والليل : هو الظلام المعاقب للنهار ، واحدته ليلة ، فهو مثل تمر وتمرة . والنهار : هو الضياء المتسع ، وأصله الاتساع ، ومنه قول الشاعر : ملكت بها كفي ، فأنهرت فتقها ، * يرى قائم من دونها ما وراءها أي : أوسعت . وإنما جمعت الليلة ، ولم يجمع النهار ، لأن النهار بمنزلة المصدر ، كقولك : الضياء يقع على الكثير والقليل . على أنه قد جاء جمع النهار نهر على وجه الشذوذ . وقال الشاعر : لولا الثريدان هلكنا بالضمر [1] * ثريد ليل ، وثريد بالنهر والفلك : السفن تقع على الواحد والجمع . والفلك : فلك السماء ، وكل