نام کتاب : تفسير مجمع البيان نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 42
سورة يونس والطول جمع الطولى تأنيث الأطول ، وإنما سميت هذه السور الطول لأنها أطول سور القرآن . وأما المثاني : فهي السورة التالية للسبع الطول ، وأولها سورة يونس وآخرها النحل ، وإنما سميت مثاني لأنها ثنت الطول أي : تلتها ، وكان الطول هي المبادي ، والمثاني لها ثواني وواحدها مثنى ، مثل المعنى والمعاني . وقال الفراء : واحدها المثناة . وقيل : المثاني سور القرآن كلها طوالها وقصارها ، من قوله تعالى : ( كتابا متشابها مثاني ) وهو قول ابن عباس ، وإنما سميت مثاني لأنه سبحانه ثنى فيها الأمثال والحدود والفرائض . وقيل : إن المثاني في قوله ( ولقد آتيناك سبعا من المثاني ) آيات سورة الحمد ، وهو المروي عن أئمتنا صلى الله عليه وآله وسلم ، وبه قال الحسن البصري . وأما المئون : فهي كل سورة تكون نحوا من مائة آية أو فويق ذلك ، أو دوينه ، وهي سبع : أولها سورة بني إسرائيل ، وآخرها المؤمنون . وقيل : إن المئين ما ولي السبع الطول ، ثم المثاني بعدها ، وهي التي تقصر عن المئين ، وتزيد على المفصل ، وسميت المثاني لأن المئين مباد لها . وأما المفصل : فما بعد الحواميم من قصار السور إلى آخر القرآن ، سميت مفصلا لكثرة الفصول بين سورها ببسم الله الرحمن الرحيم . [ الفن الخامس ] : في أشياء من علوم القرآن يحال في شرحها ، وبسط الكلام . فيها على المواضع المختصة بها ، والكتب المؤلفة فيها : من ذلك : العلم بكون القرآن معجزا خارقا للعادة ، والاستدلال به على صدق النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، والكلام في وجه إعجازه ، وهل هو ما فيه من الفصاحة المفرطة ، أو ما له من النظم المخصوص ، والأسلوب البديع ، والصرفة : وهو ان الله تعالى صرف العرب عن معارضته ، وسلبهم العلم الذي به يتمكنون من مماثلته ، في نظمه وفصاحته ، فموضع ذلك أجمع كتب الأصول . وقد دونه مشايخ المتكلمين في كتبهم ، لا سيما السيد الأجل المرتضى ، علم الهدى ، ذو المجدين أبو القاسم علي بن الحسين الموسوي ، قدس الله روحه في كتابه الموضح عن وجه إعجاز القرآن ، فإنه فرع الكلام فيه هناك إلى غاية ما يتفرع ، ونهاه إلى نهاية ما ينتهي ، فلا يشق غباره غاية الأبد ، إذ استولى فيه على الأمد . ومن ذلك : الكلام في زيادة القرآن ونقصانه فإنه لا يليق بالتفسير . فأما الزيادة
نام کتاب : تفسير مجمع البيان نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 42