responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير مجمع البيان نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 1  صفحه : 380


ينصرف منه أحد وهو يرى أنه قد قضى منه وطرا ، فهم يعودون إليه ، عن ابن عباس .
وقد ورد في الخبر أن من رجع من مكة ، وهو ينوي الحج من قابل ، زيد في عمره ، ومن خرج من مكة وهو لا ينوي العود إليها ، فقد قرب أجله . وقيل : معناه يحجون إليه فيثابون عليه . وقيل : مثابة معاذا وملجأ . وقيل : مجمعا والمعنى في الكل يؤول إلى أنهم يرجعون إليه مرة بعد مرة . وقوله : ( وأمنا ) أراد مأمنا أي : موضع أمن ، وإنما جعله الله آمنا بأن حكم أن من عاذ به ، والتجأ إليه ، لا يخاف على نفسه ما دام فيه ، وبما جعله في نفوس العرب من تعظيمه ، حتى كانوا لا يتعرضون من فيه فهو آمن على نفسه وماله ، وإن كانوا يتخطفون الناس من حوله ، ولعظم حرمته لا يقام في الشرع الحد على من جنى جناية فالتجأ إليه وإلى حرمه ، لكن يضيق عليه في المطعم والمشرب ، والبيع والشراء ، حتى يخرج منه ، فيقام عليه الحد ، فإن أحدث فيه ما يوجب الحد أقيم عليه الحد فيه ، لأنه هتك حرمة الحرم ، فهو آمن من هذه الوجوه .
وكان قبل الاسلام يرى الرجل قاتل أبيه في الحرم ، فلا يتعرض له ، وهذا شئ كانوا قد توارثوه من دين إسماعيل ، فبقوا عليه إلى أيام نبينا صلى الله عليه وآله وسلم . وقوله :
( واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى ) قال ابن عباس : الحج كله مقام إبراهيم . وقال عطاء : مقام إبراهيم عرفة والمزدلفة والجمار . وقال مجاهد : الحرم كله مقام إبراهيم . وقال الحسن وقتادة والسدي : هو الصلاة عند مقام إبراهيم ، أمرنا بالصلاة عنده بعد الطواف ، وهو المروي عن الصادق عليه السلام . وقد سئل عن الرجل يطوف بالبيت طواف الفريضة ، ونسي أن يصلي ركعتين عند مقام إبراهيم ، فقال : يصليها ولو بعد أيام ، إن الله تعالى قال ( واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى ) . وهذا هو الظاهر ، لأن مقام إبراهيم إذا أطلق لا يفهم منه إلا المقام المعروف الذي هو في المسجد الحرام .
وفي المقام دلالة ظاهرة على نبوة إبراهيم ، عليه السلام ، فإن الله جعل الحجر تحت قدميه كالطين حتى دخلت قدمه فيه ، وكان في ذلك معجزة له . وروي عن أبي جعفر الباقر عليه السلام أنه قال : نزلت ثلاثة أحجار من الجنة : مقام إبراهيم ، وحجر بني إسرائيل ، والحجر الأسود ، استودعه الله إبراهيم عليه السلام حجرا أبيض ، وكان أشد بياضا من القراطيس ، فاسود من خطايا بني آدم .
القصة : ابن عباس قال : لما أتى إبراهيم بإسماعيل وهاجر فوضعهما

نام کتاب : تفسير مجمع البيان نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 1  صفحه : 380
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست