نام کتاب : تفسير مجمع البيان نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 372
واتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا . . .
وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن . . .
( واتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا ولا يقبل منها عدل ولا تنفعها شفاعة ولا هم ينصرون ( 123 ) ) . ومثل هذه الآية أيضا قد تقدم ذكره ، ومر تفسيره . ( وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن قال إني جاعلك للناس إماما قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين ( 124 ) ) . القراءة : قرأ ابن عامر : ( ابراهام ) هاهنا ، وفي مواضع من القرآن . والباقون : ( إبراهيم ) . وقرأ حمزة ، وحفص : ( عهدي ) بإرسال الياء . والباقون بفتحها . الحجة : في إبراهيم خمس لغات : إبراهيم وابراهام وإبراهم فحذفت الألف استخفافا . قال الشاعر : ( عذت بما عاذ به إبراهم ) . وإبراهم ، قال أمية : ( مع إبراهم التقي وموسى ) . وأبرهم . قال : نحن آل الله في كعبته * لم يزل ذاك على عهد أبرهم والوجه في هذه التغييرات ، ما تقدم ذكره من قولهم : إن العرب إذا نطقت بالأعجمي ، خلطت فيه ، وتلعبت بحروفه ، فتغيرها . وأما قوله ( عهدي ) : فإنما فتح هذه الياء : إذا تحرك ما قبلها ، لأن أصل هذه الياء الحركة ، فإنها بإزاء الكاف للمخاطب ، فكما فتحت الكاف كذلك تفتح الياء . ومن أسكنها فإنه يحتج بأن الفتحة مع الياء قد كرهت في الكلام ، كما كرهت الحركتان الاخريان فيها . ألا ترى أنهم قد أسكنوها في حال السعة ، إذا لزم تحريكها بالفتحة ، كما أسكنوها إذا لزم تحريكها بالحركتين الأخريين ، وذلك قولهم : قالي قلا ، وبادي بدا ، ومعدي كرب . فالياء في هذه المواضع في موضع الفتحة التي في آخر الإسمين ، نحو : حضرموت . وقد أسكنت كما أسكنت في الجر ، والرفع . اللغة : الابتلاء : الاختبار . والتمام والكمال والوفاء نظائر . وضد التمام النقصان ، يقال : تم تماما ، وأتمه ، وتممه تتميما ، وتتمة . والتم : الشئ التام . ولكل حاملة تمام بفتح التاء وكسرها . وبدر تمام ، وليل تمام بالكسر .
نام کتاب : تفسير مجمع البيان نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 372