نام کتاب : تفسير مجمع البيان نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 355
مزيدة ، وتقديره ما لهم أن يدخلوها ، فعلى هذا يكون موضع ( أن يدخلوها ) رفعا بالابتداء ، و ( إلا ) : حرف الاستثناء ، وهو هنا لنقض النفي . و ( خائفين ) : منصوب على الحال . وقوله ( خزي ) : مرفوع من وجهين أحدهما الابتداء والآخر : أن يكون مرفوعا بلهم . وقوله ( في الدنيا ) الجار والمجرور في موضع نصب على الحال ، وذو الحال الضمير المستكن في لهم ، وكذلك قوله ( ولهم في الآخرة ) . النزول : اختلفوا في المعني بهذه الآية ، فقال ابن عباس ومجاهد : إنهم الروم غزوا بيت المقدس ، وسعوا في خرابه ، حتى كانت أيام عمر ، فأظهر الله المسلمين عليهم ، وصاروا لا يدخلونه إلا خائفين . وقال الحسن ، وقتادة : هو بخت نصر خرب بيت المقدس ، وأعانه عليه النصارى . وروي عن أبي عبد الله عليه السلام أنهم قريش حين منعوا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم دخول مكة ، والمسجد الحرام ، وبه قال البلخي ، والرماني ، والجبائي . وضعف هذا الوجه الطبري بأن قال : إن مشركي قريش لم يسعوا في تخريب المسجد الحرام ، وقوله يفسد بأن عمارة المساجد إنما تكون بالصلاة فيها ، وخرابها بالمنع من الصلاة فيها . وقد وردت الرواية بأنهم هدموا مساجد كان أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم يصلون فيها بمكة ، لما هاجر النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى المدينة قال : وهو أيضا لا يتعلق بما قبله من ذم أهل الكتاب ، كما يتعلق به إذا عني به النصارى وبيت المقدس . وجوابه أنه قد جرى أيضا ذكر غير أهل الكتاب في قوله ( كذلك قال الذين لا يعلمون ) وهذا أقرب ، لأن الكلام خرج مخرج الذم ، فمرة توجه الذم إلى اليهود ، ومرة إلى النصارى ، ومرة إلى عبدة الأصنام ، والمشركين . المعنى : ( ومن أظلم ) أي : وأي أحد أشد وأعظم ظلما ( ممن منع مساجد الله ) من ( أن يذكر فيها اسمه ) ويكون معناه : لا أحد أظلم ممن منع أن يذكر في مساجد الله اسمه سبحانه ، وعمل في المنع من إقامة الجماعة ، والعبادة فيها . وإذا حمل قوله ( مساجد الله ) على بيت المقدس ، أو على الكعبة ، فإنما جاز جمعه على أحد وجهين : إما أن تكون مواضع السجود ، فإن المسجد العظيم يقال لكل موضع منه مسجد ، ويقال لجملته مسجد . وإما أن يدخل في هذه اللفظة المساجد التي بناها المسلمون للصلاة . وروي عن زيد بن علي عن آبائه ، عن علي عليه السلام أنه أراد جميع الأرض ، لقول
نام کتاب : تفسير مجمع البيان نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 355