responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير مجمع البيان نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 1  صفحه : 33


الأخبار كثرة لا نطول بذكرها .
ثم إن أشرف العلوم وأسناها ، وأبهرها وأبهاها ، وأجلها وأفضلها ، وأنفعها وأكملها ، علم القرآن ، فإنه لجميع العلوم الأصل ، منه تتفرع أفانينها ، والعماد عليه تبنى قوانينها . وقد قال أمير المؤمنين ، وسيد الوصيين علي بن أبي طالب عليه السلام :
القرآن ظاهره أنيق ، وباطنه عميق ، لا تفنى عجائبه ، ولا تنقضي غرائبه . وقد روي عن عبد الله بن مسعود أنه قال : إذا أردتم العلم فأثيروا القرآن ، فإن فيه علم الأولين والآخرين . وعن سعيد ، عن قتادة في قوله عز وجل ( ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا ) ، قال : هو القرآن . وعن رجاء بن حياة ، قال : كنا يوما أنا وأبي عند معاذ بن جبل ، فقال : من هذا يا حياة ؟ فقال : هذا ابني رجاء . فقال معاذ : هل علمته القرآن ؟ قال : لا . قال : فعلمه القرآن ، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول : ما من رجل علم ولده القرآن ، إلا توج أبواه يوم القيامة بتاج الملك ، وكسيا حلتين لم ير الناس مثلهما . ثم ضرب بيده على كتفي فقال : يا بني ! إذا استطعت أن تكسو أبويك يوم القيامة حلتين فافعل . وروي عن ابن عباس ، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال :
من قال في القرآن بغير علم ، فليتبوأ مقعده من النار . وصح عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم من رواية العام والخاص ، أنه قال : إني تارك فيكم ما أن تمسكتم به لن تضلوا : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض .
وإنما أحذف أسانيد أمثال هذه الأحاديث إيثارا للتخفيف ، ولاشتهارها عند أصحاب الحديث . وقد خاض العلماء ، قديما وحديثا ، في علم تفسير القرآن ، واجتهدوا في إبراز مكنونه ، وإظهار مصونه ، وألفوا فيه كتبا جمة ، غاصوا في كثير منها إلى أعماق لججه ، وشققوا الشعر في إيضاح حججه ، وحققوا في تفتيح أبوابه ، وتغلغل شعابه . إلا أن أصحابنا ، رضي الله عنهم ، لم يدونوا في ذلك غير مختصرات ، نقلوا فيها ما وصل إليهم في ذلك من الأخبار ، ولم يعنوا ببسط المعاني وكشف الأسرار ، إلا ما جمعه الشيخ الأجل السعيد ، أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي ، قدس الله روحه ، من كتاب ( التبيان ) فإنه الكتاب الذي يقتبس منه ضياء الحق ، ويلوح عليه رواة الصدق ، قد تضمن من المعاني الأسرار البديعة ، واحتضن من الألفاظ اللغة الوسيعة ، ولم يقنع بتدوينها دون تبيينها ، ولا بتنميقها دون تحقيقها ، وهو القدوة أستضئ بأنواره ، وأطأ مواقع آثاره ، غير أنه خلط في أشياء مما ذكره في الإعراب والنحو الغث بالسمين ، والخاثر بالزباد ، ولم يميز بين الصلاح مما ذكره فيه

نام کتاب : تفسير مجمع البيان نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 1  صفحه : 33
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست