responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير مجمع البيان نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 1  صفحه : 32


المهتدون ، جعله سبحانه لأفئدة الأئمة ربيعا مربعا ، ولجنوب ذوي المحارب من الأمة جنابا ممرعا ، ففيه رياض الحكم وأنوارها ، وينابيع العلوم بل بحارها ، وأودية الحق وغيطانه ، ومراتع العدل وغدرانه ، وهو الكتاب العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ، ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد .
( وبعد ) : فإن أحق الفضائل بالتعظيم ، وأسبقها في استحقاق التقديم ، هو العلم إذ لا شرف إلا وهو نظامه ، ولا كرم إلا وهو ملاكه وقوامه ، ولا سيادة إلا وهو ذروتها وسنامها ، ولا سعادة إلا وبه صحتها وقوامها ، به يكسب الانسان رفعة القدر ، وعلو الأمر في حياته . ويحوز جزيل الأجر ، وجميل الذكر بعد وفاته . هو الصديق إذا خان كل صديق ، والشفيق إذا لم يوثق بكل ناصح شفيق ، والعلماء ورثة النبيين ، وسادة المسلمين ، والدعاة إلى الدين . وقد صح عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم فيما رواه لنا الثقات بالأسانيد الصحيحة مرفوعا إلى إمام الهدى ، وكهف الورى ، أبي الحسن علي بن موسى الرضا عليه السلام ، عن آبائه سيد عن سيد ، وإمام عن إمام ، إلى أن اتصل به عليه وآله السلام ، أنه قال :
طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة . فاطلبوا العلم من مظانه ، واقتبسوه من أهله ، فإن تعلمه لله حسنة ، وطلبه عبادة ، والمذاكرة به تسبيح ، والعمل به جهاد ، وتعليمه من لا يعلمه صدقة ، وبذله لأهله قربة إلى الله تعالى ، لأنه معالم الحلال والحرام ، ومنار سبيل الجنة ، والمؤنس في الوحشة ، والمصاحب في الغربة والوحدة ، والمحدث في الخلوة ، والدليل على السراء والضراء ، والسلاح على الأعداء ، والزين عند الاخلاء ، يرفع الله به أقواما فيجعلهم في الخير قادة تقتبس آثارهم ، ويقتدى بفعالهم ، وينتهى إلى آرائهم ، ترغب الملائكة في خلتهم ، وبأجنحتها تمسحهم ، وفي صلاتها تبارك عليهم ، يستغفر لهم كل رطب ويابس حتى حيتان البحر وهوامه ، وسباع البر وأنعامه .
إن العلم حياة القلوب من الجهل ، وضياء الأبصار من الظلمة ، وقوة الأبدان من الضعف ، يبلغ بالعبد منازل الأخيار ، ومجالس الأبرار ، والدرجات العلى في الآخرة والأولى . الذكر فيه يعدل بالصيام ، ومدارسته بالقيام ، به يطاع الرب ويعبد ، وبه يوصل الأرحام ، ويعرف الحلال والحرام . العلم إمام العمل ، والعمل تابعه ، يلهمه السعداء ، ويحرمه الأشقياء ، فطوبى لمن لم يحرمه الله منه حظه . وفي أمثال هذا من

نام کتاب : تفسير مجمع البيان نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 1  صفحه : 32
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست