responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير مجمع البيان نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 1  صفحه : 328


أنواع الكفر ، حتى قال ( ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر ) فبين سبحانه أن ذلك الكفر كان من نوع السحر ، فإن اليهود أضافوا إلى سليمان السحر ، وزعموا أن ملكه كان به ، فبرأه الله منه ، وهو قول ابن عباس وابن جبير وقتادة .
واختلف في السبب الذي لأجله أضافت اليهود السحر إلى سليمان عليه السلام ، فقيل : إن سليمان كان قد جمع كتب السحرة ، ووضعها في خزانته . وقيل : كتمها تحت كرسيه لئلا يطلع عليها الناس ، ولا يعلموا بها . فلما مات سليمان استخرجت السحرة تلك الكتب ، وقالوا : إنما تم ملك سليمان بالسحر ، وبه سخر الإنس والجن والطير ، وزينوا السحر في أعين الناس بالنسبة إلى سليمان عليه السلام ، وشاع ذلك في اليهود وقبلوه لعداوتهم لسليمان ، عن السدي .
وروي العياشي بإسناده عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : لما هلك سليمان وضع إبليس السحر ، ثم كتبه في كتاب ، وأطواه ، وكتب على ظهره : هذا ما وضع آصف بن برخيا من ملك سليمان بن داود من ذخائر كنوز العلم ، من أراد كذا وكذا فليقل كذا وكذا . ثم دفنه تحت السرير ، ثم استثاره لهم ، فقال الكافرون : ما كان يغلبنا سليمان إلا بهذا . وقال المؤمنون : هو عبد الله ونبيه . فقال الله في كتابه :
( واتبعوا ما تتلو الشياطين ) الآية . وفي قوله ( ولكن الشياطين كفروا ) ثلاثة أقوال أحدها : إنهم كفروا بما استخرجوه من السحر . وثانيها : إنهم كفروا بما نسبوا إلى سليمان من السحر . وثالثها : إنهم سحروا فعبر عن السحر بالكفر .
وفي قوله : ( يعلمون الناس السحر ) قولان أحدهما : إنهم ألقوا السحر إليهم فتعلموه والثاني : إنهم دلوهم على استخراجه من تحت الكرسي ، فتعلموه . وقوله ( وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت ) فيه وجوه :
أحدها : إن المراد أن الشياطين يعلمون الناس السحر ، والذي أنزل على الملكين ، وإنما أنزل على الملكين وصف السحر ، وماهيته ، وكيفية الاحتيال فيه ، ليعرفا ذلك ، ويعرفاه الناس فيجتنبوه ، غير أن الشياطين لما عرفوه استعملوه ، وإن كان المؤمنون إذا عرفوه اجتنبوه وانتفعوا بالاطلاع على كيفيته . وثانيها : أن يكون المراد على ما ذكرناه قبل من أن معناه واتبعوا ما كذبت به الشياطين على ملك سليمان ، وعلى ما أنزل على الملكين أي : معهما وعلى ألسنتهما ، كما قال سبحانه : ( ما وعدتنا على رسلك ) أي : معهم ، وعلى ألسنتهم . وثالثها : أن يكون

نام کتاب : تفسير مجمع البيان نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 1  صفحه : 328
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست