نام کتاب : تفسير مجمع البيان نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 323
حكاية للحال في الوقت الذي كانت فيه ، وإن كان آل فرعون منقرضين في وقت هذا الخطاب ، ومن هذا ما أنشده ابن الأعرابي : جارية في رمضان الماضي * تقطع الحديث بالايماض [1] وقوله ( وما أنزل ) : ذكر في ( ما ) ثلاثة أقوال أحدها : إنه بمعنى الذي و ( أنزل ) صلته ، وموضعه نصب بكونه معطوفا على السحر . وقيل : إنه معطوف على قوله ( ما تتلو الشياطين ) . وثانيها : إنه بمعنى أيضا ، وموضعه جر ويكون معطوفا بالواو على ملك سليمان . وثالثها : إنه بمعنى الجحد والنفي ، وتقديره : وما كفر سليمان ، ولم ينزل الله السحر على الملكين . و ( بابل ) : اسم بلد لا ينصرف للتعريف والتأنيث . وقوله ( فيتعلمون ) : لا يخلو من أحد أمرين : إما أن يكون الفعل معطوفا بالفاء على فعل قبله ، أو يكون خبر مبتدأ محذوف . والفعل الذي قبله لا يخلو : إما أن يكون كفروا من قوله ( ولكن الشياطين كفروا ) فيجوز أن يكون ( فيتعلمون ) معطوفا عليه ، لأن ( كفروا ) في موضع رفع بكونه خبر لكن ، فعطف عليه بالمرفوع ، وهو قول سيبويه . فأما ( يعلمون ) فيجوز أن تكون في موضع نصب على الحال من كفروا أي : كفروا في حال تعليمهم ، ويجوز أن يكون بدلا من كفروا ، لأن تعليم الشياطين كفر في المعنى . وإذا كان كذلك جاز البدل فيه إذا كان إياه في المعنى ، كما كان مضاعفة العذاب لما كان لقي الآثام في قوله ( ومن يفعل ذلك يلق أثاما يضاعف له العذاب ) ، جاز إبداله منه . وإما أن يكون الفعل الذي عطف عليه يتعلمون قوله يعلمون ، وهو قول الفراء . وأنكر الزجاج هذا القول قال : لأن قوله ( منهما ) دليل على التعلم من الملكين خاصة . قال أبو علي : فهذا يدخل على قول سيبويه أيضا ، كما يدخل على قول الفراء ، لأنهما جميعا قالا بعطفه على فعل الشياطين . قال : وهذا الاعتراض ساقط من جهتين إحداهما : إن التعلم ، وإن كان من الملكين خاصة ، فلا يمتنع أن يكون قوله ( فيتعلمون ) عطف على ( كفروا ) ، وعلى ( يعلمون ) ، وإن كان متعلقا بهما ، وكان الضمير في منهما راجعا إلى الملكين . فإن قلت : كيف يجوز هذا ؟ وهل يسوغ أن يقدر هذا التقدير ، ويلزمك أن يكون النظم : ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر فيتعلمون منهما ، فتضمر
[1] أومض إيماضا الرجل : أشار إشارة خفية ، رمزا أو غمضا .
نام کتاب : تفسير مجمع البيان نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 323