responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير مجمع البيان نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 1  صفحه : 262


وقيل الدارأ : العوج ، ومنه قول الشاعر [1] :
فنكب عنهم درء الأعادي ، * وداووا بالجنون من الجنون المعنى : ثم بين الله سبحانه المقصود من الأمر بالذبح ، فبدأ بذكر القتل ، وقال : ( وإذ قتلتم نفسا ) ذكر فيه وجهان أحدهما : إنه متقدم في المعنى على الآيات المتقدمة في اللفظ ، فعلى هذا يكون تأويله : وإذ قتلتم نفسا ( فادارأتم فيها ) فسألتم موسى ، فقال لكم : إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة ، فقدم المؤخر ، وأخر المقدم . ونحو ذا كثير في القرآن والشعر . قال سبحانه ( الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا قيما ) تقديره : أنزل على عبده الكتاب قيما ، ولم يجعل له عوجا . وقال الشاعر :
إن الفرزدق صخرة ملمومة * طالت فليس ينالها الأوعالا أي : طالت الأوعال . والوجه الآخر : إن الآية قد تعلقت بما هو متأخر في الحقيقة وهو قوله : ( فقلنا اضربوه ببعضها ) الآية . فكأنه قال : فذبحوها وما كادوا يفعلون ، ولأنكم قتلتم نفسا فادارأتم فيها ، أمرناكم أن تضربوه ببعضها ، لينكشف أمره . والمراد : واذكروا إذ قتلتم نفسا ، وهذا خطاب لمن كان على عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، والمراد به أسلافهم على عادة العرب في خطاب الأبناء والأحفاد بخطاب الأسلاف والأجداد ، وخطاب العشيرة بما يكون من أحدها ، فقالت : فعلت بنو تميم كذا ، وإن كان الفاعل واحدا .
ويحتمل أن يكون خطابا لمن كان في زمن موسى عليه السلام وتقديره : وقلنا لهم وإذ قتلتم نفسا . وقيل : إن اسم المقتول عاميل فادارأتم فيها الهاء من ( فيها ) يعود إلى النفس ، أي : كل واحد دفع قتل النفس عن نفسه . وقيل : إنها تعود إلى القتلة أي :
اختلفتم في القتلة ، لأن قوله ( قتلتم ) يدل على المصدر ، وعودها إلى النفس أولى وأشبه بالظاهر ( والله مخرج ما كنتم تكتمون ) أي : مظهر ما كنتم تسرون من القتل .
وقيل : معناه إنه مخرج من غامض أخباركم ، ومطلع من معايبكم ومعايب أسلافكم على ما تكتمونه أنتم . وهو خطاب لليهود في زمن النبي صلى الله عليه وآله وسلم .
( فقلنا اضربوه ببعضها ) أي : قلنا لهم اضربوا القتيل ببعض البقرة ، واختلفوا



[1] وهو أبو الغول .

نام کتاب : تفسير مجمع البيان نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 1  صفحه : 262
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست