نام کتاب : تفسير مجمع البيان نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 256
أضيف كلا إليه ، فكذلك القول في ( عوان بين ذلك ) والمراد بذلك الزيادة على الواحد . ألا ترى أنه إشارة إلى ما تقدم من قوله مما دل على الفروض والبكارة ، وموضع ( ما ) من قوله ( ما هي وما لونها ) رفع لأنه خبر المبتدأ ، لأن تأويله الاستفهام أي : أي شئ هو ؟ وأي لون لونها ؟ قال : إنه يقول إنها ما بعد القول من باب أن مكسورة أبدا ، كأنك لم تذكر القول في صدر كلامك ، وإنما وقعت قلت في كلام العرب على أن يحكى بها ما كان كلاما يقوم بنفسه قبل دخولها ، فيؤدي مع ذكرها ذلك اللفظ تقول : قلت زيد منطلق ، كأنك حكيت زيد منطلق ، وكذلك إن زيدا منطلق ، إذا حكيته ، تقول : قلت إن زيدا منطلق . وقوم من العرب وهم بنو سليم يجعلون باب قلت كباب ظننت ، فيقولون قلت زيدا منطلقا . وقوله : ( فاقع لونها ) ارتفع لونها بأنه فاعل ( فاقع ) وهو صفة لبقرة ، مثل صفراء ، وكذلك ( تسر الناظرين ) جملة مرفوعة الموضع بكونها صفة لبقرة . ويقال : فقع لونه فقوعا ، وفقع يفقع : إذا خلصت صفرته . وقوله : ( إن البقر تشابه علينا ) كل جمع يكون واحده بالهاء ، نحو البقر والنخل والسحاب ، فإنه يؤنث ويذكر . قال الله تعالى : ( كأنهم أعجاز نخل خاوية ) ، وفي موضع آخر ( نخل منقعر ) . والتذكير الغالب . وقوله : ( تثير الأرض ) في موضع رفع بكونه صفة لذلول ، وهو داخل في معنى النفي أي : بقرة ليست بذلول مثيرة للأرض ، ولا ساقية للحرث . و ( مسلمة ) : صفة لبقرة أيضا . و ( لاشية فيها ) : جملة في موضع رفع أيضا بأنها صفة لبقرة . و ( شية ) مصدر من وشيت وأصلها وشي ، فلما أسقطت الواو منها عوضت الهاء في آخرها . قالوا : وشيته شية ، كما قالوا : وزنته زنة ، ووصلته صلة . فوزنها علة . ( قالوا الآن ) وفيه وجوه : أجودها إسكان اللام من ( الآن ) وحذف الواو من اللفظ ، ويجوز قال لأن على إلغاء الهمزة وفتح اللام من ( الآن ) وترك الواو محذوفة لالتقاء الساكنين ، ولا يعتد بفتح اللام . ويجوز قالوا لأن باظهار الواو لحركة اللام ، لأنهم إنما حذفوا الواو لسكونها ، فلما تحركت ردوها . والأجود في العربية حذفها ولا ينبغي أن يقرأ إلا بما وردت به رواية صحيحة فإن القراءة سنة متبعة . قال أبو علي : إنما بني ( الآن ) لتضمنه معنى الحرف ، وهو تضمن معنى التعريف ، لأن التعريف حكمه أن يكون بحرف ، وليس تعرفه بما فيه من الألف واللام ، لأنه لو كان كذلك ، للزم أن يكون قبل دخول اللام عليه نكرة ، كرجل ، والرجل ، وكذلك الذي ، فإن فيه الألف واللام ، وليس تعرف الاسم بهما ، إنما
نام کتاب : تفسير مجمع البيان نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 256