نام کتاب : تفسير مجمع البيان نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 147
وهو مشتق من السبح : الذي هو الذهاب ، ولا يجوز أن يسبح غير الله ، وإن كان منزها لأنه صار علما في الدين على أعلى مراتب التعظيم التي لا يستحقها سواه ، كما أن العبادة هي غاية في الشكر لا يستحقها سواه . الاعراب : قال أبو عبيدة : إذ ههنا زائدة ، وأنكر الزجاج وغيره عليه هذا القول ، وقالوا : إن الحرف إذا أفاد معنى صحيحا لم يجز إلغاؤه . قال الزجاج : ومعناه الوقت . ولما ذكر الله تعالى خلق الناس وغيرهم ، فكأنه قال ابتداء خلقكم إذ قال ربك للملائكة . وقال علي بن عيسى : تقديره أذكر إذ قال ربك للملائكة ، فموضع " إذ " نصب على اضمار فعل ، والواو عاطفة جملة على جملة ، و ( إني جاعل في الأرض خليفة ) جملة في موضع نصب بقال . وقوله ( أتجعل فيها ) إلى قوله ( ونقدس لك ) في موضع نصب بقالوا : والواو في قوله " ونحن " واو الحال ، وتسمى واو القطع ، وواو الاستئناف ، وواو الابتداء ، وواو إذ ، كذا كان يمثلها سيبويه . ومثله الواو في قوله ( يغشى طائفة منكم وطائفة قد أهمتهم أنفسهم " أي : إذ طائفة . وكذا ههنا إذ نحن نسبح . والعامل في الحال ههنا " أتجعل " كأنه قال أتجعل فيها من يفسد فيها . وهذه حالنا . والباء في ( بحمدك ) تتعلق بنسبح . واللام من " لك " تتعلق بنقدس . وما موصولة ، وصلته ( لا تعلمون ) والعائد : ضمير المفعول ، حذف لطول الكلام أي : لا تعلمونه ، وهو في موضع النصب بأعلم . المعنى : اذكر يا محمد ( إذ قال ربك للملائكة ) قيل : إنه خطاب لجميع الملائكة . وقيل : خطاب لمن أسكنه الأرض بعد الجان من الملائكة ، عن ابن عباس " إني جاعل " أي : خالق ( في الأرض خليفة ) أراد بالخليفة آدم عليه السلام ، فهو خليفة الله في أرضه يحكم بالحق ، إلا أنه تعالى كان أعلم ملائكته أنه يكون من ذريته من يفسد فيها ، عن ابن عباس ، وابن مسعود . وقيل : إنما سمى الله تعالى آدم خليفة ، لأنه جعل آدم وذريته خلفاء للملائكة ، لأن الملائكة كانوا من سكان الأرض . وقيل : كان في الأرض الجن فأفسدوا فيها ، وسفكوا الدماء فأهلكوا ، فجعل آدم وذريته بدلهم ، عن ابن عباس . وقيل : عنى بالخليفة ولد آدم يخلف بعضهم بعضا ، وهم خلفوا أباهم آدم في إقامة الحق ، وعمارة الأرض ، عن الحسن البصري . وقيل : أراد بالأرض مكة ، لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : دحيت الأرض
نام کتاب : تفسير مجمع البيان نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 147