responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير مجمع البيان نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 1  صفحه : 134


المبتدأ والخبر ، فصار بمنزلة قولك : ظننت زيدا كعمرو . ويجوز في الإعراب الرفع في بعوضة ، وإن لم تجز القراءة به ، وفيه وجهان :
أحدهما : أن يكون خبرا لمبتدأ محذوف في صلة " ما " فكأنه قال الذي هو بعوضة ، كقراءة من قرأ تماما على الذي أحسن بالرفع . وهذا عند سيبويه ضعيف ، وهو في الذي أقوى ، لأن الذي أطول ، وليس للذي مذهب غير الأسماء . والثاني :
على الجواب كأنه لما قيل ( إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلا ما ) قيل ما هو ؟
فقيل : " بعوضة " أي : بعوضة كما تقول : مررت برجل زيد أي : هو زيد ، فتكون ( ما ) على هذا الوجه نكرة مجردة من الصفة والصلة . وقوله ( فأما الذين آمنوا ) لغة العرب جميعا بالتشديد ، وكثير من بني تميم يقولون : إيما فلان ، فيفعل كذا . وأنشد بعضهم [1] :
مبتلة هيفاء أيما وشاحها * فيجري ، وأيما الحجل منها فلا يجري وهي كلمة تجئ في شيئين ، أو أشياء ، يفصل القول بينهما ، كقولك : اما زيد فمحسن ، وأما عمرو فمسئ . فزيد : مبتدأ ، ومحسن : خبره . وفيها معنى الشرط والجزاء ، وتقديره : مهما يكن من شئ فزيد محسن . ثم أقيم " أما " مقام الشرط ، فيحصل أما فزيد محسن ، ثم أخر الفاء إلى الخبر ، لإصلاح اللفظ ، ولكراهة أن تقع الفاء التي للتعقيب في أول الكلام . فقوله ( الذين آمنوا ) على هذا يكون مبتدأ ، ويعلمون : خبره . وكذلك " الذين كفروا " مبتدأ ، ويقولون : خبره .
وقوله " ماذا أراد الله بهذا مثلا " ما : استفهام ، وهو اسم في موضع الرفع بالابتداء ، وذا : بمعنى الذي ، وصلته ما بعده ، وهو في موضع رفع بأنه خبر المبتدأ ، تقديره :
أي شئ الذي أراد الله . فعلى هذا يكون الجواب رفعا كقولك البيان لحال الذي ضرب له المثل ، ويحتمل أن يكون ما وذا بمنزلة اسم واحد ، تقديره أي شئ أراد الله . فيكون في موضع نصب بأنه مفعول أراد . فعلى هذا يكون الجواب نصبا كقولك البيان لحال من ضرب له المثل . ومثال الأول قوله تعالى : ( ماذا أنزل ربكم قالوا أساطير الأولين ) ومثال الثاني : قوله ( ماذا أنزل ربكم قالوا خيرا ومثلا ) منصوب على الحال . وقيل : على القطع . وقيل : على التفسير .



[1] والقائل : هو الأخطل .

نام کتاب : تفسير مجمع البيان نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 1  صفحه : 134
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست