نام کتاب : تفسير مجمع البيان نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 130
والجنات : جمع الجنة ، وهي البستان . والمراد بذكر الجنة : ما في الجنة من أشجارها وثمارها ، دون أرضها ، فلذلك قال ( تجري من تحتها الأنهار ) لأن من المعلوم أنه أراد الخبر عن ماء أنهارها ، بأنه جار تحت الأشجار ، لأن الماء إذا كانت تحت الأرض ، فلاحظ فيها للعيون . على أنه روي عن مسروق : إن أنهار الجنة جارية في غير أخاديد [1] رواه عنه أبو عبيدة وغيره ، وأصلها من الجن : وهو الستر . ومنه الجن لتسترها عن عيون الناس . والجنون : لأنه يستر العقل . والجنة : لأنها تستر البدن . والجنين : لتستره بالرحم . قال المفضل : البستان : إذا كان فيه الكرم فهو فردوس ، سواء كان فيه شجر غيره ، أو لم يكن . والجنة : كل بستان فيه نخل ، وإن لم يكن فيه غيره . والأزواج : جمع زوج . والزوج يقع على الرجل والمرأة ، ويقال للمرأة زوجة أيضا . وزوج كل شئ : شكله . والخلود : الدوام والبقاء . الاعراب : موضع ( أن ) : مع اسمه وخبره نصب . معناه بشر المؤمنين بأن لهم جنات . فلما سقطت الباء أفضى الفعل إلى " أن " فنصبه . وعلى قول الخليل : يكون " أن " في موضع جر . وإن سقطت الباء . و " جنات " : منصوب بأنه اسم ( أن ) . و ( لهم ) : الجار والمجرور في موضع خبره . والتاء تاء جماعة المؤنث ، تكون في حال النصب ، والجر ، على صورة واحدة ، كما أن ياء جماعة الذكور في الزيدين ونحوه ، يكون في حال النصب والجر على صورة واحدة . وقوله ( تجري ) مع ما اتصل به ، جملة منصوبة الموضع بكونها صفة لجنات . وكلما : ضم كل إلى ما الجزاء ، فصارا أداة للتكرار ، وهو منصوب على الظرف . والعامل فيه ( رزقوا منها من ثمرة ) من مزيدة أي : ثمرة . وقال علي بن عيسى : هي بمعنى التبعيض ، لأنهم يرزقون بعض الثمرات في كل وقت . ويجوز أن يكون بمعنى تبيين الصفة ، وهو أن يبين الرزق من أي جنس هو . و " من قبل " : تقديره أي : من قبل هذا الزمان ، أو هذا الوقت ، فحذف المضاف إليه منه لفظا ، مع أن الإضافة مرادة معنى ، فبني لأجل مشابهته الحرف . وإنما بني على الحركة ليدل على تمكنه في الأصل ، وإنما خص بالضم لأن إعرابه