نام کتاب : تفسير مجمع البيان نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 90
المعنى : لما وصف المتقين بهذه الصفات ، بين ما لهم عنده تعالى فقال : ( أولئك ) إشارة إلى الموصوفين بجميع الصفات المتقدمة ، وهم جملة المؤمنين ( على هدى من ربهم ) أي : من دين ربهم . وقيل : على دلالة وبيان من ربهم ، وإنما قال من ربهم ، لأن كل خير وهدى فمن الله تعالى ، إما لأنه فعله ، وإما لأنه عرض له بالدلالة عليه ، والدعاء إليه ، والإثابة على فعله . وعلى هذا يجوز أن يقال الإيمان هداية منه تعالى ، وإن كان من فعل العبد ، ثم كرر تفخيما فقال : ( وأولئك هم المفلحون ) أي : الظافرون بالبغية والباقون في الجنة . النزول : قال مجاهد : أربع آيات من أول السورة نزلت في المؤمنين ، وآيتان بعدها نزلت في الكافرين ، وثلاث عشرة آية بعدها نزلت في المنافقين . ( إن الذين كفروا سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون ( 6 ) ) . القراءة : قوله تعالى : ( أنذرتهم ) فيه ثلاث قراءات : قرأ عاصم وحمزة والكسائي ، إذا حقق بهمزتين . وقرأ أهل الحجاز وأبو عمر بالهمزة والمد وتليين الهمزة الثانية . والباقون يجعلونها بين بين . وكذلك قراءة الكسائي إذا خففت . وأبو عمرو أطول مدا من ابن كثير . واختلف في المد عن نافع . وقرأ ابن عامر بألف بين همزتين . ويجوز في العربية ثلاثة أوجه غيرها ( أأنذرتهم ) : بتحقيق الهمزة الأولى ، وتخفيف الثانية بجعلها بين بين ( وأنذرتهم ) : بهمزة واحدة و ( عليهم أنذرتهم ) على إلقاء حركة الهمزة على الميم ، نحو ( قد أفلح ) فيما روي عن نافع . الحجة : أما وجه الهمزتين فهو أنه الأصل ، لأن الأولى همزة الاستفهام ، والثانية همزة أفعل . وأما إدخال الألف بين الهمزتين : فمن قرأه أراد أن يفصل بين الهمزتين استثقالا لاجتماع المثلين ، كما فصل بين النونين في نحو اضربنان استثقالا لاجتماع النونات ومنه قول ذي الرمة : فيا ظبية الوعساء بين جلاجل * وبين النقاء أنت أم أم سالم
نام کتاب : تفسير مجمع البيان نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 90