نام کتاب : تفسير مجمع البيان نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 492
الخروج من اللام إلى الهمزة ، لبعد الهمزة من اللام ، وكذلك الخروج من الصاد إلى الحاء أعدل من الخروج من الألف إلى اللام . فباجتماع هذه الأمور التي ذكرناها كان أبلغ منه وأحسن ، وإن كان الأول حسنا بليغا ، وقد أخذه الشاعر فقال : أبلغ أبا مسمع عني مغلغلة ، * وفي العتاب حياة بين أقوام [1] وهذا وإن كان حسنا فبينه وبين لفظ القرآن ما بين أعلى الطبقة وأدناها ، وأول ما فيه أن ذلك استدعاء إلى العتاب ، وهذا استدعاء إلى العدل ، وفي ذلك إبهام . وفي الآية بيان عجيب . وقوله : ( يا أولي الألباب ) معناه : يا ذوي العقول ، لأنهم الذين يعرفون العواقب ، ويتصورون ذلك ، فلذلك خصهم . ( لعلكم تتقون ) في لعل ثلاثة أقوال أحدها : إنه بمعنى اللام أي : لتتقوا والثاني : إنه للرجاء والطمع ، كأنه قال : على رجائكم وطمعكم في التقوى والثالث : على معنى التعرض أي : على تعرضكم للتقوى . وفي ( تتقون ) قولان أحدهما : لعلكم تتقون القتل بالخوف من القصاص ، عن ابن عباس والحسن وابن زيد . والثاني : لعلكم تتقون ربكم باجتناب معاصيه ، وهذا أعم . ( كتب عليكم إذا حضر أحدكم الموت إن ترك خير الوصية للوالدين والأقربين بالمعروف حقا على المتقين ( 180 ) ) . اللغة : المعروف هو العدل الذي لا يجوز أن ينكر ، ولا حيف فيه ولا جور . والحضور : وجود الشئ بحيث يمكن أن يدرك . والحق هو الفعل الذي لا يجوز إنكاره . وقيل : هو ما علم صحته سواء كان قولا أو فعلا أو اعتقادا ، وهو مصدر حق يحق حقا . الاعراب : قوله ( كتب عليكم ) : المعنى وكتب عليكم إلا أن الكلام إذا طال استغنى عن العطف بالواو ، وعلم أن معناه معنى الواو ، لأن القصة الأولى قد استتمت ، وفي القصة الثانية ذكر مما في الأولى ، فاتصلت هذه بتلك لأجل الذكر ، والوصية ارتفعت لأحد وجهين : إما بأنه اسم ما لم يسم فاعله ، وهو كتب . وإما بأنه مبتدأ وقوله ( للوالدين ) : خبره . والجملة في موضع رفع على