نام کتاب : تفسير مجمع البيان نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 474
الموصول محذوف ، وتقديره ما رزقناكموه . وجواب الشرط محذوف تقديره : إن كنتم إياه تعبدون ، فكلوا من طيبات ما رزقناكم ، واشكروا لله . المعنى : ثم خاطب سبحانه المؤمنين ، وذكر نعمه الظاهرة عليهم ، وإحسانه المبين إليهم ، فقال : ( يا أيها الذين آمنوا كلوا ) ظاهره الأمر ، والمراد به الإباحة ، لأن تناول المشتهى لا يدخل في التعبد . وقيل : إنه أمر من وجهين : أحدهما : بأكل الحلال والآخر : بالأكل وقت الحاجة دفعا للضرر عن النفس . قال القاضي : وهذا مما يعترض في بعض الأوقات ، والآية غير مقصورة عليه ، فيحمل على الإباحة . ( من طيبات ما رزقناكم ) أي : مما تستلذونه وتستطيبونه من الرزق . وفيه دلالة على النهي عن أكل الخبيث في قول البلخي وغيره ، كأنه قيل : كلوا من الطيب غير الخبيث . كما أنه لو قال : كلوا من الحلال ، لكان ذلك دالا على حظر الحرام ، وهذا صحيح فيما له ضد قبيح مفهوم . فأما غير ذلك فلا يدل على قبح ضده ، لأن قول القائل : كل من مال زيد ، لا يدل على أنه أراد تحريم ما عداه ، لأنه قد يكون الغرض البيان لهذا خاصة ، وما عداه موقوف على بيان آخر . وليس كذلك ما ضده قبيح ، لأنه قد يكون من البيان تقبيح ضده . ( واشكروا لله ) لما نبه سبحانه على إنعامه علينا ، بما جعله لنا من لذيذ الرزق ، أمرنا بالشكر لأن الانعام يقتضي الشكر . وقوله : ( إن كنتم إياه تعبدون ) أي : إن كنتم تعبدونه عن علم بكونه منعما عليكم . وقيل : إن كنتم مخلصين له في العبادة . وذكر الشرط هنا إنما هو على وجه المظاهرة في الحجاج ، ولما فيه من حسن البيان ، وتلخيص الكلام : إن كانت العبادة لله سبحانه واجبة عليكم بأنه إلهكم ، فالشكر له واجب عليكم بأنه منعم محسن إليكم . ( إنما حرم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل به لغير الله فمن اضطر غير باغ ولا عاد فلا إثم عليه إن الله غفور رحيم ( 173 ) ) . القراءة : قرأ أبو جعفر : ( الميتة ) مشددة كل القرآن . وقرأ أهل الحجاز والشام والكسائي : ( فمن اضطر غير باغ ) بضم النون . وأبو جعفر منهم بكسر الطاء ( من اضطر ) . والباقون بكسر النون .
نام کتاب : تفسير مجمع البيان نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 474