نام کتاب : تفسير مجمع البيان نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 473
إن سراجا لكريم مفخره * تجلى به العين إذا ما تجمره أي : تجلى بالعين ، وأنشد أيضا : كانت فريضة ما تقول ، كما * كان الزناء فريضة الرجم والمعنى كما كان الرجم فريضة الزنا ، وأنشد : وقد خفت حتى ما تزيد مخافتي * على وعل في ذي المطارة عاقل [1] أي : ما تزيد مخافة وعل على مخافتي . وقال العباس بن مرداس : فديت بنفسه نفسي ، ومالي ، * وما الوك إلا ما أطيق أراد بنفسي نفسه ، ثم وصفهم سبحانه بما يجري مجرى التهجين والتوبيخ ، فقال : ( صم بكم عمي ) أي : صم عن استماع الحجة ، بكم عن التكلم بها ، عمي عن الابصار لها ، وهو قول ابن عباس وقتادة والسدي . وقد مر بيانه في أول السورة أبسط من هذا ( فهم لا يعقلون ) أي : هم بمنزلة من لا عقل له ، إذ لم ينتفعوا بعقولهم . ( يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا لله إن كنتم إياه تعبدون ( 172 ) ) . اللغة : الشكر هو الاعتراف بالنعمة ، مع ضرب من التعظيم ، ويكون على وجهين أحدهما : الاعتراف بالنعمة متى ذكرها المنعم عليه ، بالاعتقاد لها . والثاني : الطاعة بحسب جلالة النعمة . فالأول : لازم في كل حال من أحوال الذكر . والثاني : إنه يلزم في الحال التي يحتاج فيها إلى القيام بالحق . وأما العبادة فهي ضرب من الشكر ، إلا أنها غاية فيه ليس وراءها شكر ، ويقترن به ضرب من الخضوع ، ولا يستحق العبادة غير الله سبحانه ، لأنها إنما تستحق بأصول النعم التي هي الحياة ، والقدرة والشهوة وأنواع المنافع ، وبقدر من النفع لا يوازيه نعمة منعم ، فلذلك اختص الله سبحانه باستحقاقها . الاعراب : ( ما رزقناكم ) : موصول وصلة ، والعائد من الصلة إلى