responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير مجمع البيان نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 1  صفحه : 446


أضعاف ذلك في حال فقره وحاجته ، وكذلك لما كان يعامل عباده معاملة الشاكرين ، من حيث إنه يوجب الثناء له والثواب ، سمى نفسه شاكرا . وقوله : ( عليم ) أي : بما تفعلونه من الأفعال ، فيجازيكم عليها وقيل : عليم بقدر الجزاء ، فلا يبخس أحدا حقه . وفي هذه الآية دلالة على أن السعي بين الصفا والمروة عبادة ، ولا خلاف في ذلك ، وهو عندنا فرض واجب في الحج وفي العمرة ، وبه قال الحسن وعائشة ، وهو مذهب الشافعي وأصحابه . وقال : إن السنة لوجبت السعي ، وهو قوله صلى الله عليه وآله وسلم :
" كتب عليكم السعي فاسعوا " . فأما ظاهر الآية فإنما يدل على إباحة ما كرهوه من السعي ، وعند أبي حنيفة وأصحابه هو تطوع وهو اختيار الجبائي . وروي ذلك عن أنس وابن عباس وعندنا وعند الشافعي من تركه متعمدا فلا حج له .
( إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون ( 159 ) ) .
النزول : المعني بالآية اليهود والنصارى ، مثل كعب بن الأشرف وكعب بن أسد وابن صوريا وزيد بن التابوه ، وغيرهم من علماء النصارى ، الذين كتموا أمر محمد ونبوته ، وهم يجدونه مكتوبا في التوراة والإنجيل مثبتا فيهما ، عن ابن عباس ومجاهد والحسن وقتادة وأكثر أهل العلم . وقيل : إنه متناول لكل من كتم ما أنزل الله ، وهو اختيار البلخي ، وهو الأقوى لأنه أعم فيدخل فيه أولئك ، وغيرهم .
المعنى : ثم حث الله سبحانه على إظهار الحق وبيانه ، ونهى عن إخفائه وكتمانه ، فقال : ( إن الذين يكتمون ) أي : يخفون ( ما أنزلنا من البينات ) أي : من الحجج المنزلة في الكتب ( والهدى ) أي : الدلائل . فالأول : علوم الشرع . والثاني : أدلة العقل . فعم . بالوعيد في كتمان جميعها . وقيل : أراد بالبينات : الحجج الدالة على نبوته عليه السلام ، وبالهدى : ما يؤديه إلى الخلق من الشرائع . وقيل : البينات والهدى هي الأدلة ، وهما بمعنى واحد . وإنما كرر لاختلاف لفظيهما ( من بعد ما بيناه للناس في الكتاب ) يعني في التوراة والإنجيل من صفته عليه السلام ومن الأحكام . وقيل : في الكتب المنزلة من عند الله . وقيل : أراد بقوله ( ما أنزلنا من البينات ) : الكتب المتقدمة ، وبالكتاب : القرآن .

نام کتاب : تفسير مجمع البيان نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 1  صفحه : 446
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست