responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير مجمع البيان نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 1  صفحه : 441


الكفار إذا شاهدوا المؤمنين يتحملون المشاق في نصرة الرسول ، وموافقتهم له ، وتنالهم هذه المكاره ، فلا يتغيرون في قوة البصيرة ونقاء السريرة ، علموا أنهم إنما فعلوا ذلك لعلمهم بصحة هذا الدين ، وكونهم من معرفة صدقه على اليقين ، فيكون ذلك داعيا لهم إلى قبول الاسلام ، والدخول في جملة المسلمين . وقوله : ( وبشر الصابرين ) أي : أخبرهم بما لهم على الصبر في تلك المشاق والمكاره ، من المثوبة الجزيلة والعاقبة الجميلة .
( الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون ( 156 ) أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون ( 157 ) ) .
القراءة : أمال الكسائي في بعض الروايات النون من ( إنا ) ، واللام من ( لله ) . والباقون بالتفخيم .
الحجة : وإنما جازت الإمالة في هذه الألف مع اسم الله ، للكسرة مع كثرة الاستعمال ، حتى صارت بمنزلة الكلمة الواحدة . قال الفراء : لا يجوز إمالة ( إنا ) مع غير اسم الله تعالى ، في مثل قولك : إنا لزيد ، وإنما لم يجز ذلك لأن الأصل في الحروف وما جرى مجراها ، امتناع الإمالة فيها . فلا يجوز إمالة حتى ، ولكن ما أشبه ذلك ، لأن الحروف بمنزلة بعض الكلمة من حيث امتنع فيها التصريف الذي يكون في الأسماء والأفعال .
اللغة : المصيبة : المشقة الداخلة على النفس لما يلحقها من المضرة ، وهو من الإصابة ، كأنها تصيبها بالنكبة . والرجوع : مصير الشئ إلى ما كان ، يقال رجعت الدار إلى فلان : إذا ملكها مرة ثانية ، وهو نظير العود والمصير .
والاهتداء : الإصابة لطريق الحق .
المعنى : ثم وصف عز اسمه الصابرين ، فقال : ( الذين إذا أصابتهم مصيبة ) أي : نالتهم نكبة في النفس أو المال ، فوطنوا أنفسهم على ذلك احتسابا للأجر . ( قالوا إنا لله ) : هذا إقرار بالعبودية أي : نحن عبيد الله وملكه . ( وإنا إليه راجعون ) هذا إقرار بالبعث والنشور أي : نحن إلى حكمه نصير ، ولهذا قال أمير المؤمنين عليه السلام : " إن قولنا ( إنا لله ) إقرار على أنفسنا بالملك . وقولنا ( وإنا إليه راجعون ) إقرار على أنفسنا بالهلك . وإنما كانت هذه

نام کتاب : تفسير مجمع البيان نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 1  صفحه : 441
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست