نام کتاب : تفسير مجمع البيان نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 410
من سري ، استودعته قلب من أحببته من عبادي " . وروي عن أبي إدريس الخولاني ، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : " إن لكل حق حقيقة ، وما بلغ عبد حقيقة الإخلاص حتى لا يحب أن يحمد على شئ من عمل الله " . وقال سعيد بن جبير : الإخلاص أن يخلص العبد دينه وعمله لله ولا يشرك به في دينه ، ولا يرائي بعمله أحدا . وقيل : الإخلاص أن تستوي أعمال العبد في الظاهر والباطن . وقيل : هو ما استتر من الخلائق ، واستصفى من العلائق . وقيل : هو ان يكتم حسناته كما يكتم سيئاته . ( أم تقولون إن إبراهيم وإسماعيل وإسحق ويعقوب والأسباط كانوا هودا أو نصارى قل أأنتم أعلم أم الله ومن أظلم ممن كتم شهادة عنده من الله وما الله بغافل عما تعلمون ( 140 ) ) . القراءة : قرأ أهل الكوفة غير أبي بكر وابن عامر : ( أم تقولون ) بالتاء . والباقون بالياء . الحجة : الأول : على الخطاب ، فتكون ( أم ) متصلة بما قبلها من الاستفهام ، كأنه قال : أتحاجوننا في الله ، أم تقولون إن الأنبياء كانوا على دينكم ؟ والتقدير بأي الحجتين تتعلقون في أمرنا بالتوحيد ، فنحن موحدون أم باتباع دين الأنبياء ، فنحن لهم متبعون ؟ والثاني : وهو القراءة بالياء على العدول من الحجاج الأول إلى حجاج آخر ، فكأنه قال : بل تقولون إن الأنبياء من قبل أن تنزل التوراة والإنجيل ، كانوا هودا أو نصارى ، وتكون أم هذه هي المنقطعة ، فيكون قد أعرض عن خطابهم استجهالا لهم بما كان منهم ، كما يقبل العالم على من بحضرته بعد ارتكاب مخاطبه جهالة شنيعة ، فيقول : قد قامت عليه الحجة ، أم يقول بإبطال النظر المؤدي إلى المعرفة . اللغة : الأعلم والأعرف والأدرى بمعنى واحد . والأظلم والأجور والأعتى نظائر . وأفعل هذه تستعمل بمعنى الزيادة ، وإنما يصح معناه فيما يقع فيه التزايد كقولهم أفضل وأطول . وقد قال المحققون : الصفات على ثلاثة أضرب صفة ذات ، وصفة تحصل بالفاعل ، وصفة تحصل بالمعنى . فالأول : مثل كون الذات جوهرا أو سوادا وهذا لا يصح فيه التزايد والثاني : كالوجود ، ولا يصح فيه أيضا التزايد والثالث : على ضربين أحدهما يصح فيه التزايد ، وهو
نام کتاب : تفسير مجمع البيان نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 410