نام کتاب : تفسير مجمع البيان نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 406
بأن نؤمن ببعض ، ونكفر ببعض كما فعله اليهود والنصارى ، فكفرت اليهود بعيسى ومحمد ، وكفرت النصارى بسليمان ونبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم . ( ونحن له مسلمون ) أي : نحن لما تقدم ذكره . وقيل : لله خاضعون بالطاعة ، مذعنون بالعبودية . وقيل : منقادون لأمره ونهيه . وقد مضي هذا مستوفى فيما قبل . وفائدة الآية : الأمر بالإيمان بالله ، والإقرار بالنبيين ، وما انزل إليهم من الكتب والشرائع ، والرد على من فرق بينهم ، فيما جمعهم الله عليه من النبوة ، وإن كانت شرائعهم غير لازمة لنا ، فإن الإيمان بهم لا يقتضي لزوم شرائعهم . وروي عن الضحاك أنه قال : علموا أولادكم وأهاليكم وخدمكم أسماء الأنبياء الذين ذكرهم الله في كتابه ، حتى يؤمنوا بهم ، ويصدقوا بما جاؤوا به ، فإن الله تعالى يقول ( قولوا آمنا بالله ) الآية . ( فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به فقد اهتدوا وإن تولوا فإنما هم في شقاق فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم ( 137 ) ) . اللغة : الشقاق : المنازعة والمحاربة ، ويحتمل أن يكون أصله مأخوذا من الشق ، لأنه صار في شق غير شق صاحبه للعداوة والمباينة ، ويحتمل أن يكون مأخوذا من المشقة ، لأن كل واحد منهما يحرص على ما يشق على صاحبه ويؤذيه . والكفاية : بلوغ الغاية ، يقال : يكفي ويجزي ويغني بمعنى واحد . وكفى يكفي كفاية : إذا قام بالأمر . وكفاك هذا الأمر أي : حسبك . ورأيت رجلا كافيك من رجل أي : كفاك به رجلا . الاعراب : الباء في قوله ( بمثل ما آمنتم به ) يحتمل ثلاثة أشياء أحدها : أن تكون زائدة ، والتقدير فإن آمنوا مثل ما آمنتم به أي : مثل إيمانكم به ، كما يقال : كفى بالله أي : كفى الله . قال الشاعر : ( كفى الشيب والإسلام للمرء ناهيا ) . والثاني : أن يكون المعنى بمثل هذا ، ولا تكون زائدة كأنه قال : ( فإن آمنوا على مثل إيمانكم ) كما تقول : كتبت على مثل ما كتبت ، وبمثل ما كتبت ، كأنك تجعل المثل آلة توصل بها إلى العمل . وهذا أجود من الأول . والثالث : أن تلغى مثل كما ألغيت الكاف في قوله : ( فجعلهم كعصف مأكول ) وهذا أضعف الوجوه ، لأنه إذا أمكن حمل كلام الله على فائدة ، فلا
نام کتاب : تفسير مجمع البيان نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 406