نام کتاب : تفسير مجمع البيان نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 405
أي : بين اثنين أو جماعة ، وتقديره : ولا نفرق بين أحد ، وأحد منهم . المعنى : ( قولوا آمنا بالله ) : خطاب للمسلمين . وقيل : خطاب للنبي والمؤمنين ، أمرهم الله تعالى بإظهار ما تدينوا به على الشرع ، فبدأ بالإيمان بالله لأنه أول الواجبات ، ولأنه بتقدم معرفته تصح معرفة النبوات والشرائع . ( وما أنزل إلينا ) يعني القرآن ، نؤمن بأنه حق وصدق ، وواجب اتباعه في الحال ، وان تقدمته كتب . ( وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط ) قال قتادة : هم يوسف وإخوته بنو يعقوب ، ولد كل واحد منهم أمة من الناس ، فسموا الأسباط ، وبه قال السدي والربيع ومحمد بن إسحاق . وذكروا أسماء الاثني عشر : يوسف وبنيامين وزابالون ويهوذا وشمعون ولاوي ودان وقهاب [1] ويشجر ونفتالي وجاد . وأشرفهم ولد يعقوب لا خلاف بين المفسرين فيه . وقال كثير من المفسرين : إنهم كانوا أنبياء ، والذي يقتضيه مذهبنا أنهم لم يكونوا أنبياء بأجمعهم ، لأن ما وقع منهم من المعصية فيما فعلوه بيوسف عليه السلام ، لا خفاء به ، والنبي عندنا معصوم من القبائح ، صغيرها وكبيرها ، وليس في ظاهر القرآن ما يدل على أنهم كانوا أنبياء . وقوله : ( وما أنزل إليهم ) لا يدل على أنهم كانوا أنبياء ، لأن الإنزال يجوز أن يكون كان على بعضهم ممن كان نبيا ، ولم يقع منه ما ذكرناه من الأفعال القبيحة . ويحتمل أن يكون مثل قوله : ( وما أنزل إلينا ) وأن المنزل على النبي خاصة ، لكن المسلمين لما كانوا مأمورين بما فيه ، أضيف الإنزال إليهم . وقد روى العياشي في تفسيره عن حنان بن سدير عن أبيه عن أبي جعفر الباقر قال : قلت له : أكان ولد يعقوب أنبياء ؟ قال : لا ، ولكنهم كانوا أسباطا أولاد الأنبياء ، ولم يكونوا فارقوا الدنيا إلا سعداء ، تابوا وتذكروا ما صنعوا . وقوله : ( وما أوتي موسى وعيسى ) أي : أعطيا ، وخصهما بالذكر لأنه احتجاج على اليهود والنصارى ، والمراد بما أوتي موسى التوراة ، وبما أوتي عيسى الإنجيل . ( وما أوتي النبيون ) أي : ما أعطيه النبيون ( من ربهم لا نفرق بين أحد منهم ) أي :
[1] كذا في النسخ . وفي الطبري : ( قهات ) بالتاء المثناة .
نام کتاب : تفسير مجمع البيان نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 405