responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير مجمع البيان نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 1  صفحه : 394


( ويعلمهم الكتاب ) أي : القرآن ، وهذا لا يعد من التكرار ، لأنه خص الأول بالتلاوة ليعلموا بذلك أنه معجز دال على صدقه ونبوته ، وخص الثاني بالتعليم ليعرفوا ما يتضمنه من التوحيد وأدلته ، وما يشتمل عليه من أحكام شريعته . وقوله :
( والحكمة ) قيل : هي ها هنا السنة عن قتادة . وقيل : المعرفة بالدين والفقه في التأويل عن مالك بن أنس . وقيل : العلم بالأحكام التي لا يدرك علمها إلا من قبل الرسل عن ابن زيد . وقيل : إنه صفة للكتاب . كأنه وصفه بأنه كتاب وأنه حكمة وأنه آيات . وقيل : الحكمة شئ يجعله الله في القلب ينوره الله به كما ينور البصر ، فيدرك المبصر . وقيل : هي مواعظ القرآن وحرامه وحلاله عن مقاتل وكل حسن .
وقوله : ( ويزكيهم ) أي : يجعلهم مطيعين مخلصين . والزكاء : هو الطاعة والإخلاص لله سبحانه ، عن ابن عباس . وقيل : معناه يطهرهم من الشرك ويخلصهم منه ، عن ابن جريج . وقيل : معناه يستدعيهم إلى فعل ما يزكون به من الإيمان والصلاح ، عن الجبائي . وقيل : يشهد لهم بأنهم أزكياء يوم القيامة إذا شهد على كل نفس بما كسبت ، عن الأصم .
وقوله : ( إنك أنت العزيز الحكيم ) أي : القوي في كمال قدرتك ، المنيع في جلال عظمتك ، المحكم لبدائع صنعتك . وإنما ذكر هاتين الصفتين لاتصالهما بالدعاء ، فكأنه قال : فزعنا إليك في دعائنا لأنك القادر على إجابتنا ، العالم بما في ضمائرنا ، وبما هو أصلح لنا ، مما لا يبلغه كنه علمنا ، وقصار بصائرنا .
وفي هذه الآية دلالة على أن إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام دعوا لنبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم بجميع شرائط النبوة ، لأن تحت التلاوة الأداء ، وتحت التعليم البيان ، وتحت الحكمة السنة . ودعوا لأمته باللطف الذي لأجله تمسكوا بكتابه وشرعه ، فصاروا أزكياء . وهذا لأن الدعاء صدر من إسماعيل عليه السلام ، فعلم بذلك أن النبي المدعو به من ولده ، لا من ولد إسحاق ، ولم يكن في ولد إسماعيل نبي غير نبينا صلى الله عليه وآله وسلم سيد الأنبياء ( ومن يرغب عن ملة إبراهيم إلا من سفه نفسه ولقد اصطفيناه في الدنيا وإنه في الآخرة لمن الصالحين ( 130 ) ) .
اللغة : الرغبة : المحبة لما فيه للنفس منفعة . ورغبت فيه : ضد رغبت

نام کتاب : تفسير مجمع البيان نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 1  صفحه : 394
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست