responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير مجمع البيان نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 1  صفحه : 371


ولا يحرفونه ، ثم يعملون بحلاله ، ويقفون عند حرامه ، ومنه قوله ( والقمر إذا تلاها ) أي : تبعها . وبه قال ابن مسعود ، ومجاهد ، وقتادة ، إلا أن المراد به القرآن عندهم . وثانيها : إن المراد به : يصفونه حق صفته في كتبهم لمن يسألهم من الناس ، عن الكلبي . وعلى هذا تكون الهاء راجعة إلى محمد صلى الله عليه وآله وسلم . ووثالثها : ما روي عن أبي عبد الله عليه السلام : إن حق تلاوته هو الوقوف عند ذكر الجنة والنار ، يسأل في الأولى ، ويستعيذ من الأخرى .
ورابعها : إن المراد : يقرأونه حق قراءته ، يرتلون ألفاظه ، ويفهمون معانيه وخامسها : إن المراد : يعملون حق العمل به ، فيعملون بمحكمه ، ويؤمنون بمتشابهه ، ويكلون ما أشكل عليهم إلى عالمه ، عن الحسن . وقوله : ( أولئك يؤمنون به ) أي : بالكتاب ، عن أكثر المفسرين . وقيل : بالنبي عليه السلام ، عن الكلبي . ( ومن يكفر به ) وهم اليهود . وقيل : هم جميع الكفار وهو الأولى لعمومه . ( فأولئك هم الخاسرون ) خسروا أنفسهم ، وأعمالهم . وقيل : خسروا في الدنيا الظفر والنصر وفي الآخرة ما أعد الله للمؤمنين من نعيم الجنة .
( يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأني فضلتكم على العالمين ( 122 ) ) .
المعنى : هذه الآية قد تقدم ذكر مثلها في رأس نيف وأربعين آية ، ومضى تفسيرها . وقيل في سبب تكريرها ثلاثة أقوال أحدها : إن نعم الله سبحانه لما كانت أصول كل نعمة ، كرر التذكير بها مبالغة في استدعائهم إلى ما يلزمهم من شكرها ، ليقبلوا إلى طاعة ربهم المظاهر نعمه عليهم . وثانيها : إنه سبحانه لما ذكر التوراة ، وفيها الدلالة على شأن عيسى ومحمد عليهما السلام ، في النبوة ، والبشارة بهما ، ذكرهم نعمته عليهم بذلك ، وما فضلهم به ، كما عدد النعم في سورة الرحمن . وكرر قوله ( فبأي آلاء ربكما تكذبان ) . فكل تقريع ( 1 ) جاء بعد تقريع ، فإنما هو موصول بتذكير نعمة غير الأولى ، وثالثة غير الثانية ، إلى آخر السورة ، وكذلك الوعيد في سورة المرسلات بقوله ( ويل يومئذ للمكذبين ) ، إنما هو بعد الدلالة على أعمال تعظم التكذيب بما تدعو إليه الأدلة .


( 1 ) وفي نسختين مخطوطتين : تفريع بالفاء بدل القاف ، في الموضعين .

نام کتاب : تفسير مجمع البيان نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 1  صفحه : 371
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست