نام کتاب : تفسير مجمع البيان نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 348
فيه ، حتى نزل جبرائيل عليه السلام بهذه الآية : ( أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا ) وقلده سيفا . وقوله : ( إن الله على كل شئ قدير ) فيه ثلاثة أقال : أحدها : إنه قدير على عقابهم ، إذ هو على كل شئ قدير ، عن أبي علي وثانيها : إنه قدير على أن يدعو إلى دينه بما أحب ، مما هو الأليق بالحكمة ، فيأمر بالصفح تارة ، وبالعقاب أخرى ، على حسب المصلحة ، عن الزجاج وثالثها : إنه لما أمر بالامهال والتأخير في قوله ( فاعفوا واصفحوا ) قال : إن الله قادر على عقوبتهم ، بأن يأمركم بقتالهم ، ويعاقبهم في الآخرة بنفسه . ( وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله إن الله بما تعملون بصير ( 110 ) ) . الاعراب : ( ما ) : اسم للشرط في موضع رفع بالابتداء . و ( تقدموا ) : شرط . ( من خير ) : من مزيدة ، والجار والمجرور مفعول ( تقدموا ) . و ( تجدوه ) : مجزوم لأنه جزاء ، وعلامة الجزم في الشرط والجزاء سقوط النون ، ومعنى حرف الشرط الذي تضمنه ( ما ) مع الشرط والجزاء في محل الرفع ، لأنه خبر المبتدأ . وما في قوله ( بما تعملون ) اسم موصول ، أو حرف موصول . والموصول والصلة في موضع جر بالباء ، والباء متعلق ب ( بصير ) الذي هو خبر ( إن ) . المعنى : لما أمر الله سبحانه المؤمنين بالصفح عن الكفار ، والتجاوز ، علم أنه يشق عليهم ذلك ، مع شدة عداوة اليهود وغيرهم لهم ، فأمرهم بالاستعانة على ذلك بالصلاة والزكاة ، فإن في ذلك معونة لهم على الصبر ، مع ما يحوزون بهما من الثواب والأجر ، كما قال في موضع آخر : ( واستعينوا بالصبر والصلاة ) . وقوله : ( وما تقدموا لأنفسكم من خير ) أي : من طاعة ، وإحسان ، وعمل صالح ( تجدوه عند الله ) أي : تجدوا ثوابه معدا لكم عند الله . وقيل : معناه تجدوه مكتوبا محفوظا عند الله ليجازيكم به . وفي هذه الآية دلالة على أن ثواب الخيرات والطاعات لا يضيع ، ولا يبطل ، ولا يحبط ، لأنه إذا أحبط لا تجدونه . وقوله ( إن الله بما تعملون بصير ) أي : لا يخفى عليه شئ من أعمالكم ، سيجازيكم على الإحسان بما تستحقونه من الثواب ،
نام کتاب : تفسير مجمع البيان نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 348