نام کتاب : تفسير مجمع البيان نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 347
النزول : نزلت الآية في حيي بن أخطب ، وأخيه أبي ياسر بن أخطب ، وقد دخلا على النبي صلى الله عليه وآله وسلم حين قدم المدينة ، فلما خرجا قيل لحيي : أهو نبي ؟ قال : هو هو . فقيل : فما له عندك ؟ قال : العداوة إلى الموت ، وهو الذي نقض العهد ، وأثار الحرب يوم الأحزاب ، عن ابن عباس . وقيل : نزلت في كعب بن الأشرف ، عن الزهري . وقيل : في جماعة اليهود ، عن الحسن . المعنى : ثم أخبر الله سبحانه ، عن سرائر اليهود ، فقال : ( ود ) أي : تمنى ( كثير من أهل الكتاب ) كحيي بن أخطب ، وكعب بن الأشرف ، وأمثالهما ( لو يردونكم ) [1] يا معشر المؤمنين أي : يرجعونكم ( من بعد إيمانكم كفارا حسدا ) منهم لكم ، بما أعد الله لكم من الثواب والخير . وإنما قال ( كثير من أهل الكتاب ) لأنه إنما آمن منهم القليل كعبد الله بن سلام ، وكعب الأحبار . وقيل : إنما حسد اليهود المسلمين على وضع النبوة فيهم ، وذهابها عنهم ، وزوال الرئاسة إليهم . وقوله ( من عند أنفسهم ) قد بينا ما فيه في الإعراب . وقوله ( من بعد ما تبين لهم الحق ) أي : بعد ما تبين لهم أن محمدا رسول الله ، والإسلام دين الله ، عن ابن عباس وقتادة والسدي . وقوله : ( فاعفوا واصفحوا ) أي : تجاوزوا عنهم . وقيل : أرسلوهم فإنهم لا يفوتون الله ، ولا يعجزونه . وإنما أمرهم بالعفو والصفح ، وإن كانوا مضطهدين مقهورين ، من حيث إن كثيرا من المسلمين كانوا عزيزين في عشائرهم وأقوامهم ، يقدرون على الانتقام من الكفار ، فأمرهم الله بالعفو ، وإن كانوا قادرين على الانتصاف . ( حتى يأتي الله بأمره ) أي : بأمره لكم بعقابهم ، أو يعاقبهم هو على ذلك . ثم أتاهم بأمره فقال : ( قاتلوا الذين لا يؤمنون ) الآية ، عن أبي علي . وقيل : بأمره أي : بآية القتل والسبي لبني قريظة ، والجلاء لبني النضير ، عن ابن عباس . وقيل : بأمره بالقتال ، عن قتادة ، فإنه قال : هذه الآية منسوخة بقوله ( قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ) الآية . وبه قال الربيع والسدي . وقيل : نسخت بقوله ( اقتلوا المشركين حيث وجدتموهم ) . وروي عن الباقر عليه السلام أنه قال : لم يؤمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بقتال ، ولا أذن له