نام کتاب : تفسير مجمع البيان نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 319
( ولما جاءهم رسول من عند الله مصدق ما معهم نبذ فريق من الذين أوتو الكتاب كتاب الله وراء ظهورهم كأنهم لا يعلمون ( 101 ) ) . الاعراب : ( لما ) : في موضع نصب بأنه ظرف ، ويقع به الشئ بوقوع غيره . والعامل فيه نبذ . و ( مصدق ) : رفع لأنه صفة لرسول ، لأنهما نكرتان ، ولو نصب لكان جائزا ، لأن ( رسول ) قد وصف بقوله ( من عند الله ) فلذلك يحسن نصبه على الحال ، إلا أنه لا يجوز في القراءة إلا الرفع ، لأن القراءة سنة متبعة . وموضع ( ما ) جر باللام . و ( مع ) صلة لها . والناصب لمع معنى الاستقرار ، والمعنى لما استقر معهم . المعنى : ( ولما جاءهم ) أي : ولما جاء اليهود الذين كانوا في عصر النبي صلى الله عليه وآله وسلم ( رسول من عند الله ) يعني محمدا صلى الله عليه وآله وسلم ، عن أكثر المفسرين . وقيل : أراد بالرسول الرسالة كما قال كثير : فقد كذب الواشون ، ما بحت عندهم * بليلى ، وما أرسلتهم لرسول قال علي بن عيسى : وهذا ضعيف لأنه خلاف الظاهر ، قليل في الاستعمال . وقوله : ( مصدق لما معهم ) يحتمل أمرين أحدهما : إنه مصدق لكتبهم من التوراة والإنجيل ، لأنه جاء على الصفة التي تقدمت بها البشارة والثاني : إنه مصدق للتوراة بأنها حق من عند الله ، لأن الاخبار ها هنا إنما هو عن اليهود دون النصارى ، والأول أحسن ، لأن فيه حجة عليهم . وقوله : ( نبذ فريق من الذين أوتوا الكتاب ) أي : ترك وألقى طائفة منهم . وإنما قال ( من الذين أوتوا الكتاب ) ، ولم يقل منهم ، وقد تقدم ذكرهم ، لأنه يريد به علماء اليهود ، فأعاد ذكرهم لاختلاف المعنى . وقيل : إنه لم يكن عنهم للبيان لما طال الكلام . وقوله : ( كتاب الله ) يحتمل أن يريد به التوراة ، ويحتمل أن يريد به القرآن . وقوله : ( وراء ظهورهم ) كناية عن تركهم العمل به . قال الشعبي : هو بين أيديهم يقرأونه ، ولكن نبذوا العمل به . وقال سفيان بن عيينة : أدرجوه في الحرير والديباج ، وحلوه بالذهب والفضة ، ولم يحلوا حلاله ، ولم يحرموا حرامه ، فذلك النبذ ، هذا إذا حمل الكتاب على التوراة . وقال أبو مسلم : لما جاءهم الرسول بهذا الكتاب ،
نام کتاب : تفسير مجمع البيان نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 319