responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير مجمع البيان نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 1  صفحه : 298


وقوله : ( بل لعنهم الله بكفرهم ) رد الله سبحانه عليهم قولهم أي : ليس ذلك كما زعموا ، لكن الله سبحانه قد أقصاهم وأبعدهم من رحمته ، وطردهم عنها بجحودهم به وبرسله . وقيل : معنى ( لعنهم ) طبع على قلوبهم على سبيل المجازاة لهم بكفرهم . وقوله : ( فقليلا ما يؤمنون ) معناه : إن هؤلاء الذين وصفهم قليلو الإيمان بما أنزل على نبيه محمد صلى الله عليه وآله وسلم وإن كان معهم بعض الإيمان من التصديق بالله وبصفاته ، وغير ذلك مما كان فرضا عليهم ، وذلك قليل بالإضافة إلى ما جحدوه من التصديق بنبوة نبينا صلى الله عليه وآله وسلم وبما جاء به .
والذي يليق بمذهبنا أن يكون المراد به لا إيمان لهم أصلا ، وإنما وصفهم بالقليل ، كما يقال : قل ما رأيت هذا قط أي : ما رأيت هذا قط . وإن جعلت قليلا نصبا على الحال أي : يؤمنون قليلا ، فمعناه لا يؤمن به [1] إلا نفر قليل ، كعبد الله بن سلام وأصحابه . وفي هذه الآية رد على المجبرة لأن هؤلاء اليهود قالوا مثل ما يقولونه من أن على قلوبهم ما يمنع من الإيمان ، ويحول بينها وبينه ، فكذبهم الله تعالى في ذلك بأن لعنهم وذمهم ، ولو كانوا صادقين [2] لما استحقوا اللعن والطرد ، ولكان الله سبحانه قد كلفهم ما لا يطيقونه .
( ولما جاءهم كتب من عند الله مصدق لما معهم وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة الله على الكافرين ( 89 ) ) .
الاعراب : ( مصدق ) : رفع لأنه صفة لكتاب ، ولو نصب على الحال لكان جائزا ، لكنه لم يقرأ به في المشهور . وقيل : ضم على الغاية ، وقد ذكرنا الوجه فيه فيما تقدم من قوله : ( قالوا هذا الذي رزقنا من قبل ) ( 3 ) . وأما جواب لما في قوله ( ولما جاءهم كتاب من عند الله ) فعند الزجاج والأخفش محذوف ، لأن معناه معروف يدل عليه قوله : ( فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به ) كما حذف جواب ( لو ) من نحو قوله : ( ولو أن قرآنا سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض أو كلم به الموتى ) وتقديره : ولو أن قرآنا سوى هذا القرآن ، سيرت به الجبال ، لسيرت بهذا القرآن . وقيل : إن قوله ( كفروا ) جواب



[1] [ منهم ] .
[2] [ في ذلك ] . ( 3 ) يعني ص 131 فراجع .

نام کتاب : تفسير مجمع البيان نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 1  صفحه : 298
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست