responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير مجمع البيان نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 1  صفحه : 297


يصرف مفعول منه إلى فعيل ، فقيل : لعين . قال الشماخ :
وماء قد وردت لوصل أروى * عليه الطير كالورق اللجين ذعرت به القطا ، ونفيت عنه ، * مقام الذئب كالرجل اللعين الاعراب : ( قليلا ) : منصوب بأنه صفة لمصدر محذوف ، وإنما حذف لأن الصفة تقوم مقامه ، وتدل عليه أي : فايمانا قليلا ما يؤمنون . وقيل : إنه منصوب على الحال أي : يؤمنون وهم قليل . وقيل : وتقديره بقليل ما يؤمنون حذف الجار ، فوصل الفعل إليه فنصبه وما ها هنا مزيدة للتوكيد ، ولا معنى لها ، كما في قوله ( فبما رحمة من الله ) وتقدير الكلام فقليلا يؤمنون ، وكما في قول الشاعر :
لو بأبانين جاء يخطبها * خضب ما أنف خاطب بدم وقيل : إن معنى ( ما ) ها هنا هو أن يدل على غاية التنكير في الاسم ، وفرط الإبهام فيه كما يقال : أمر ما ، وشئ ما ، إذا أريد المبالغة في الإبهام .
المعنى : ( وقالوا قلوبنا غلف ) رجع الكلام إلى الحكاية عن اليهود ، وعن سوء مقالهم وفعالهم . فالمعنى على القراءة أنهم ادعوا ان قلوبهم ممنوعة من القبول فقالوا : أي فائدة في انذارك لنا ، ونحن لا نفهم ما تقول ، إذ ما تقوله ليس مما يفهم ، كقوله تعالى : ( وقالوا قلوبنا في أكنة مما تدعونا إليه وفي آذاننا وقر ) . وقال أبو علي الفارسي : ما يدرك به المعلومات من الحواس وغيرها من الأعضاء ، إذا ذكر بأنه لا يعلم ، وصف بأن عليه مانعا من ذلك ، ودونه حائلا ، فمن ذلك قوله تعالى : ( أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها ) لما كان القفل حاجزا وحائلا من أن يدخله ما يدخل إذا لم يكن مقفلا ، جعل مثالا للقلوب بأنها لا تعي ولا تفقه ، وكذلك قوله : ( لقالوا إنما سكرت أبصارنا والذين كانت أعينهم في غطاء عن ذكري ) ، وقوله : ( بل هم منها عمون ) كان شدة عناده تحملهم على الشك في المشاهدات ، ودفع المعلومات .
وأما المعنى على القراءة الثانية من تحريك العين في ( غلف ) فهو على أن المراد أن قلوبنا أوعية للعلم ، ونحن علماء . ولو كان ما تقوله شيئا يفهم أو له طائل لفهمناه ، أو يكون المراد ليس في قلوبنا ما تذكره ، فلو كان علما لكان فيها .

نام کتاب : تفسير مجمع البيان نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 1  صفحه : 297
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست