نام کتاب : تفسير مجمع البيان نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 274
محمد ، ليرضوهم بذلك ، عن قتادة وأبي العالية . ( ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب إلا أماني وإن هم إلا يظنون ( 78 ) ) . القراءة : قرأ أبو جعفر وشيبة والحسن : ( أماني ) مخففة . والباقون بالتشديد . وكذلك في قوله : ( ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب ) . الحجة : قال ابن جني : الأصل فيه التثقيل . أماني : جمع أمنية . والتخفيف في هذا النحو كثير . والمحذوف منه الياء الأولى التي هي نظيرة ياء المد مع غير الإدغام نحو ياء قراطيس ، وحوامين ، وأراجيح : جمع حومانة ، وأرجوحة . ألا تراها قد حذفت في نحو قوله : ( والبكرات الفسج العطامسا ) . وقوله ( 1 ) : ( وغير سفع مثل يحامم ) يريد : عطاميس ويحاميم . على أن حذف الياء مع الإدغام أسهل من حذفه ، ولا إدغام معه ، وذلك أن هذه الياء لما أدغمت خفيت ، وكادت تستهلك ، فإذا أنت حذفتها ، فكأنك إنما حذفت شيئا هو في حال وجوده في حكم المحذوف . اللغة : الأمي : الذي لا يحسن الكتابة ، وإنما سمي أميا لأحد وجوه أحدها : إن الأمة الخلقة ، فسمي أميا لأنه باق على خلقته . ومنه قول الأعشى : وإن معاوية الأكرمين * حسان الوجوه ، طوال الأمم وثانيها : إنه مأخوذ من الأمة التي هي الجماعة أي : هو على أصل ما عليه الأمة في أنه لا يكتب ، لأنه يستفيد الكتابة بعد أن لم يكن يكتب وثالثها : إنه مأخوذ من الأم أي : هو على ما ولدته أمه في أنه لا يكتب . وقيل : إنما نسب إلى أمه لأن الكتابة إنما تكون في الرجال دون النساء . والأمنية ذكر فيها وجوه أحدها : إن معناها التلاوة يقال : تمنى كتاب الله أي : قرأ وتلا ، وقال كعب بن مالك : تمنى كتاب الله أول ليلة ، * وآخره لاقى حمام المقادر