نام کتاب : تفسير مجمع البيان نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 270
ما راعني إلا جناح هابطا * على البيوت قوطه العلابطا فأعمله بالقوط كما ترى ، ويكون على هبطت الشئ فهبط ، فمعناه : يهبط غيره من خشية الله أي : إذا رآه الانسان خشع لطاعة خالقه ، إلا أنه حذف المفعول تخفيفا ، ولدلالة الكلام عليه ، ونسب الفعل إلى الحجر ، لأن طاعة رائيه لخالقه سببها النظر إليه أي : منها ما يهبط الناظر إليه أي : يخضعه ، ويخشعه . وقوله ( وما الله بغافل عما تعملون ) أيها المكذبون بآياته ، الجاحدون نبوة نبيه محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، وقد ذكرناه قبل . ( أفتطمعون أن يؤمنوا لكم وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون ( 75 ) ) . اللغة : الطمع : تعليق النفس بما تظنه من النفع ، ونظيره الأمل والرجاء . ونقيضه اليأس . والفريق : جمع كالطائفة لا واحد له من لفظه ، وهو فعيل من التفرق كما سميت الجماعة بالحزب من التحزب . قال الأعشى بن ثعلبة : أجدوا ، فلما خفت أن يتفرقوا * فريقين منهم مصعد ، ومصوب والتحريف في الكلام : تغيير الكلمة عن معناها . الاعراب : ( أفتطمعون ) : ألف استخبار تجري في كثير من المواضع مجرى الانكار إذا لم يكن معها نفي . فإذا جاءت مع النفي فإنكار النفي تثبيت ، وبكون بمعنى الاستدعاء إلى الإقرار نحو أليس الله بكاف عبده ، فجوابه : بلى . كقوله : ( ألم يأتكم نذير قالوا بلى ) وجواب ( أفتطمعون ) لا على ما ذكرناه . المعنى : هذا خطاب لأمة نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، يقول : ( أفتطمعون ) أيها المؤمنون ( أن يؤمنوا لكم ) من طريق النظر والاعتبار والانقياد للحق بالاختيار ، ( وقد كان فريق منهم ) أي : ممن هو في مثل حالهم من أسلافهم ( يسمعون كلام الله ) ، ويعلمون أنه حق ، ويعاندون فيحرفونه ويتأولونه على غير تأويله . وقيل : إنهم علماء اليهود الذين يحرفون التوراة ، فيجعلون الحلال حراما ، والحرام حلالا ، اتباعا لأهوائهم ، وإعانة لمن يرشوهم ، عن مجاهد والسدي . وقيل : إنهم السبعون رجلا
نام کتاب : تفسير مجمع البيان نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 270